وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } يعني حاطباً { لاَ تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي } في الدين { وَعَدُوَّكُمْ } في القتل يعني كفار مكة { أَوْلِيَآءَ } في العون والنصرة { تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِٱلْمَوَدَّةِ } توجهون إليهم الكتاب بالعون والنصرة { وَقَدْ كَفَرُواْ بِمَا جَآءَكُمْ } يعني حاطباً { مِّنَ ٱلْحَقِّ } من الكتاب والرسول { يُخْرِجُونَ ٱلرَّسُولَ } يعني محمداً عليه الصلاة والسلام من مكة { وَإِيَّاكُمْ } وإياك يا حاطب { أَن تُؤْمِنُواْ } لقبل إيمانكم { بِٱللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ } إذ كنتم { خَرَجْتُمْ جِهَاداً } إن كنت يا حاطب خرجت من مكة إلى المدينة للجهاد { فِي سَبِيلِي } في طاعتي { وَٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِي } طلب رضائي { تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِٱلْمَوَدَّةِ } لا تسروا إليهم الكتاب بالعون والنصرة { وَأَنَاْ أَعْلَمُ بِمَآ أَخْفَيْتُمْ } يعني بما أخفيت يا حاطب من الكتاب ويقال من التصديق { وَمَآ أَعْلَنتُمْ } يقول وما أعلنت يا حاطب من العذر ويقال من التوحيد { وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ } يا معشر المؤمنين مثل ما فعل حاطب { فَقَدْ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ } فقد ترك قصد طريق الهدى.