التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِذَا جَآءَكَ ٱلْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَىٰ أَن لاَّ يُشْرِكْنَ بِٱللَّهِ شَيْئاً وَلاَ يَسْرِقْنَ وَلاَ يَزْنِينَ وَلاَ يَقْتُلْنَ أَوْلاَدَهُنَّ وَلاَ يَأْتِينَ بِبُهْتَٰنٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلاَ يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَٱسْتَغْفِرْ لَهُنَّ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
١٢
يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَوَلَّوْاْ قوْماً غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُواْ مِنَ ٱلآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ ٱلْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ ٱلْقُبُورِ
١٣
-الممتحنة

تفسير القرآن

{ يَٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ } يعني محمداً { إِذَا جَآءَكَ ٱلْمُؤْمِنَاتُ } نساء أهل مكة بعد فتح مكة { يُبَايِعْنَكَ } يشارطنك { عَلَىٰ أَن لاَّ يُشْرِكْنَ بِٱللَّهِ شَيْئاً } من الأصنام ولا يستحللن ذلك { وَلاَ يَسْرِقْنَ } ولا يستحللن { وَلاَ يَزْنِينَ } ولا يستحللن الزنا { وَلاَ يَقْتُلْنَ أَوْلاَدَهُنَّ } ولا يدفن بناتهن أحياء ولا يستحللن ذلك { وَلاَ يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ } ولا يجئن بولد من الزنا { يَفْتَرِينَهُ } على الزوج ويضعنه { بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ } لتقول لزوجها هو منك وأنا ولدته { وَلاَ يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ } في جميع ما تأمرهن وتنهاهن من ترك النوح وجز الشعر وتمزيق الثياب وخمش الوجوه وشق الجيوب وحلق الرؤوس وأن لا يخلون مع غريب وأن لا يسافرن سفراً ثلاثة أيام أو أقل من ذلك مع غير ذي محرم منهن { فَبَايِعْهُنَّ } على هذا فشارطهن على هذا { وَٱسْتَغْفِرْ لَهُنَّ ٱللَّهَ } فيما كان منهن في الجاهلية { إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ } متجاوز بعد فتح مكة بما كان منهن في الجاهلية { رَّحِيمٌ } بما يكون منهن في الإسلام { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } يعني عبد الله بن أبي وأصحابه { لاَ تَتَوَلَّوْاْ } في العون و النصرة وإفشاء سر محمد صلى الله عليه وسلم { قوْماً غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ } سخط الله عليهم مرتين وهم اليهود حين قالوا يد الله مغلولة ومرة أخرى بتكذيبهم محمداً صلى الله عليه وسلم { قَدْ يَئِسُواْ مِنَ ٱلآخِرَةِ } من نعيم الجنة { كَمَا يَئِسَ ٱلْكُفَّارُ } كفار مكة { مِنْ أَصْحَابِ ٱلْقُبُورِ } من رجوع أهل المقابر ويقال من سؤال منكر ونكير ويقال لا تتولوا قوماً غضب الله عليهم ولكن كونوا ممن سبح الله وصلى.