التفاسير

< >
عرض

يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ ٱلْمَلِكِ ٱلْقُدُّوسِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ
١
هُوَ ٱلَّذِي بَعَثَ فِي ٱلأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ
٢
وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُواْ بِهِمْ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ
٣
ذَلِكَ فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ
٤
مَثَلُ ٱلَّذِينَ حُمِّلُواْ ٱلتَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ ٱلْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ
٥
قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ هَادُوۤاْ إِن زَعمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَآءُ لِلَّهِ مِن دُونِ ٱلنَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ ٱلْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
٦
-الجمعة

تفسير القرآن

وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { يُسَبِّحُ لِلَّهِ } يقول يصلي لله ويقال يذكر الله { مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ } من الخلق { وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } من الخلق وكل شيء حي { ٱلْمَلِكِ } الدائم الذي لا يزول ملكه { ٱلْقُدُّوسِ } الطاهر بلا ولد ولا شريك { ٱلْعَزِيزِ } الغالب في ملكه بالنقمة لمن لا يؤمن به { ٱلْحَكِيمِ } في أمره وقضائه أمر أن لا يعبد غيره { هُوَ ٱلَّذِي بَعَثَ فِي ٱلأُمِّيِّينَ } في العرب { رَسُولاً مِّنْهُمْ } من نسبهم يعني محمداً عليه الصلاة والسلام { يَتْلُو } يقرأ { عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ } القرآن بالأمر والنهي { وَيُزَكِّيهِمْ } يطهرهم بالتوحيد من الشرك ويقال بالزكاة والتوبة من الذنوب أي يدعوهم إلى ذلك { وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَابَ } يعني القرآن { وَٱلْحِكْمَةَ } الحلال والحرام ويقال العلم ومواعظ القرآن { وَإِن كَانُواْ } وقد كانوا يعني العرب { مِن قَبْلُ } من قبل مجيء محمد صلى الله عليه وسلم إليهم بالقرآن { لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } في كفر بين { وَآخَرِينَ مِنْهُمْ } وفي الآخرين منهم من العرب ويقال من الموالي { لَمَّا يَلْحَقُواْ بِهِمْ } بالعرب الأول يقول لم يكونوا بعد فسيكونون يقول بعث الله محمداً عليه الصلاة والسلام رسولاً إلى الأولين والآخرين من العرب والموالي { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } المنيع بالنقمة لمن لا يؤمن به وبكتابه وبرسوله محمد عليه الصلاة والسلام { ٱلْحَكِيمُ } في أمره وقضائه أمر أن لا يعبد غيره { ذَٰلِكَ } الذي ذكرت من النبوة والكتاب والتوحيد { فَضْلُ ٱللَّهِ } من الله { يُؤْتِيهِ } يعطيه ويكرم به { مَن يَشَآءُ } من كان أهلاً لذلك { وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ } المن { ٱلْعَظِيمِ } بالإسلام والنبوة على محمد صلى الله عليه وسلم ويقال بالإسلام على المؤمنين ويقال بالرسول والكتاب على خلقه { مَثَلُ ٱلَّذِينَ } صفة الذين { حُمِّلُواْ ٱلتَّوْرَاةَ } أمروا أن يعملوا بما في التوراة أي أمروا أن يظهروا صفة محمد صلى الله عليه وسلم ونعته في التوراة { ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا } لم يعملوا بما أمروا فيها أي لم يظهروا محمداً عليه الصلاة والسلام ونعته في التوراة { كَمَثَلِ ٱلْحِمَارِ } كشبه الحمار { يَحْمِلُ أَسْفَاراً } كتباً لا ينتفع بحمله كذلك اليهود لا ينتفعون بالتوراة كما لا ينتفع الحمار بما عليه من الكتب { بِئْسَ مَثَلُ ٱلْقَوْمِ } صفة القوم { ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن يعني اليهود { وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي } لا يرشد إلى دينه { ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ } اليهود من كان في علم الله أنه يموت على اليهودية { قُلْ } يا محمد { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ هَادُوۤاْ } مالوا عن الإسلام وتهودوا وهم بنو يهوذا { إِن زَعمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَآءُ لِلَّهِ } أحباء لله { مِن دُونِ ٱلنَّاسِ } من دون محمد عليه الصلاة والسلام وأصحابه { فَتَمَنَّوُاْ ٱلْمَوْتَ } فاسألوا الموت { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } أنكم أولياء لله من دون الناس فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم قولوا اللهم أمتنا فوالله ليس منكم أحد يقول ذلك إلا غص بريقه ويموت فكرهوا ذلك ولم يسألوا الموت.