التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَٰتِنَآ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَٰبُ ٱلنَّارِ خَٰلِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ
١٠
مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِٱللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
١١
وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ فَإِن تَولَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ
١٢
ٱللَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ
١٣
يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلاَدِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَٱحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُواْ وَتَصْفَحُواْ وَتَغْفِرُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
١٤
إِنَّمَآ أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَٱللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ
١٥
فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسْتَطَعْتُمْ وَٱسْمَعُواْ وَأَطِيعُواْ وَأَنْفِقُواْ خَيْراً لأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ
١٦
إِن تُقْرِضُواْ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَٱللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ
١٧
عَالِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ
١٨
-التغابن

تفسير القرآن

{ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بالله كفار مكة { وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَآ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ } أهل النار { خَالِدِينَ فِيهَا } مقيمين في النار لا يموتون ولا يخرجون منها { وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } المرجع في الآخرة الذي صاروا إليه النار { مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ } في بدنكم وأهلكم وأموالكم { إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ } وقضائه { وَمَن يُؤْمِن بِٱللَّهِ } يرى المصيبة من الله { يَهْدِ قَلْبَهُ } للرضا والصبر ويقال إذا أعطى شكر وإذا ابتلى صبر وإذا ظلم غفر وإذا أصابته مصيبة استرجع يهد قلبه للاسترجاع { وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ } يصيبكم من المصيبة وغيرها { عَلِيمٌ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ } في الفرائض { وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ } في السنن ويقال أطيعوا الله في التوحيد وأطيعوا الرسول بالإجابة { فَإِن تَولَّيْتُمْ } عن طاعتهما { فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا } محمد صلى الله عليه وسلم { ٱلْبَلاَغُ } التبليغ عن الله لرسالته { ٱلْمُبِينُ } يبين لكم بلغة تعلمونها { ٱللَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } لا ولد له ولا شريك له { وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } وعلى المؤمنين أن يتوكلوا على الله لا على غيره { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلاَدِكُمْ } الذين بمكة { عَدُوّاً لَّكُمْ } أن تقعدوا عن الهجرة والجهاد { فَٱحْذَرُوهُمْ } أن تقعدوا عن الهجرة والجهاد { وَإِن تَعْفُواْ } عن صدهم إياكم { وَتَصْفَحُواْ } تعرضوا فلا تعاقبوهم { وَتَغْفِرُواْ } تجاوزوا ذنوبهم بعد ما هاجروا من مكة إلى المدينة { فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ } لمن تاب { رَّحِيمٌ } لمن مات على التوبة { إِنَّمَآ أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ } الذين بمكة { فِتْنَةٌ } بلية لكم إذ منعوكم عن الهجرة والجهاد { وَٱللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ } ثواب { عَظِيمٌ } لمن هاجر وجاهد في سبيل الله ولم يله بماله وولده عن الهجرة والجهاد { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } فأطيعوا الله { مَا ٱسْتَطَعْتُمْ } بالذي أطقتم { وَٱسْمَعُواْ } ما تؤمرون { وَأَطِيعُواْ } ما أمركم الله ورسوله { وَأَنْفِقُواْ } تصدقوا بأموالكم في سبيل الله { خَيْراً لأَنفُسِكُمْ } يقول الصدقة خير لكم من إمساكها { وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ } من دفع عنه بخل نفسه ويقال من أدى زكاة ماله { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } الناجون من السخط والعذاب { إِن تُقْرِضُواْ ٱللَّهَ } في الصدقة { قَرْضاً حَسَناً } محتسباً صادقاً من قلوبكم { يُضَاعِفْهُ لَكُمْ } يقبله ويضاعفه لكم في الحسنات ما بين سبع إلى سبعين إلى سبعمائة إلى ألفي ألف إلى ما شاء الله من الأضعاف { وَيَغْفِرْ لَكُمْ } بالصدقة { وَٱللَّهُ شَكُورٌ } لصدقاتكم حين قبلها وأضعفها ويقال شكور ويشكر اليسير من صدقاتكم ويجزي الجزيل من ثوابه { حَلِيمٌ } لا يعجل بالعقوبة على من يمن بصدقته أو يمنع { عَالِمُ ٱلْغَيْبِ } ما في قلوب المتصدقين من المن أو الخشية { وَٱلشَّهَادَةِ } عالم بصدقاتهم { ٱلْعَزِيزُ } بالنقمة لمن يمن بصدقته أو لا يعطي الصدقة { ٱلْحَكِيمُ } في أمره وقضائه ويقال الحكيم في قبول الصدقات وأضعافها ويقال الحكيم حيث حكم بطلاق السنة للنبي عليه الصلاة والسلام وأمته.