التفاسير

< >
عرض

يٰأيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُواْ ٱلْعِدَّةَ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ رَبَّكُمْ لاَ تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلاَ يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ ٱللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لاَ تَدْرِى لَعَلَّ ٱللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً
١
فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُواْ ذَوَىْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُواْ ٱلشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً
٢
-الطلاق

تفسير القرآن

وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { يٰأيُّهَا ٱلنَّبِيُّ } وأمته { إِذَا طَلَّقْتُمُ ٱلنِّسَآءَ } يقول قل لقومك إذا أردتم أن تطلقوا النساء { فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ } عند طهورهن طواهر من غير جماع { وَأَحْصُواْ ٱلْعِدَّةَ } احفظوا طهرهن من ثلاث حيض والغسل منها بانقضاء العدة { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } اخشوا الله { رَبَّكُمْ } ولا تطلقوهن غير طواهر بغير السنة { لاَ تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ } التي طلقن فيها حتى تنقضي العدة { وَلاَ يَخْرُجْنَ } حتى تنقضي العدة { إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ } إلا أن يجئن بمعصية بينة وهي أن تخرج في العدة بغير إذن زوجها فإخراجهن في العدة معصية وخروجهن في عدتهن معصية ويقال إلا أن يأتين بفاحشة بالزنا مبينة بأربعة شهود فتخرج فترجم { وَتِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ } هذه أحكام الله وفرائضه في النساء للطلاق من النفقة والسكنى { وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ ٱللَّهِ } يتجاوز أحكام الله وفرائضه ما أمر به من النفقة والسكنى { فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ } ضر نفسه { لاَ تَدْرِى } لا تعلم يعني به الزوج { لَعَلَّ ٱللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ } بعد التطليقة الواحدة وقبل الخروج من العدة { أَمْراً } حباً ومراجعة { فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ } فإذا انقضت عدتهن من ثلاث قبل أن يغتسلن من الحيضة الثالثة { فَأَمْسِكُوهُنَّ } فراجعوهن { بِمَعْرُوفٍ } بإحسان قبل الاغتسال وأن يحسن صحبتها ومعاشرتها { أَوْ فَارِقُوهُنَّ } أو اتركوهن { بِمَعْرُوفٍ } بإحسان لا تطولوا عليهن العدة وتؤدوا حقها { وَأَشْهِدُواْ } على الطلاق والمراجعة { ذَوَي عَدْلٍ مِّنكُمْ } رجلين حرين مسلمين عدلين مرضيين { وَأَقِيمُواْ ٱلشَّهَادَةَ لِلَّهِ } وقوموا بالشهادة لله عند الحكام { ذَٰلِكُمْ } الذي ذكرت من النفقة والسكنى وإقامة الشهادة وغيرها { يُوعَظُ بِهِ } يؤمر به { مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } بالبعث بعد الموت ويقال نزلت من أول السورة إلى ها هنا في شأن النبي صلى الله عليه وسلم حين طلق حفصة وفي ستة نفر من أصحابه ابن عمر وأصحابه طلقوا نساءهم غير طواهر فنهاهم الله عن ذلك لأنه لغير السنة وعلمهم طلاق السنة إذا طلقوا نساءهم كيف يطلقون { وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ } عند المعصية فيصبر { يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً } من الشدة ويقال من المعصية إلى الطاعة ويقال من النار إلى الجنة.