التفاسير

< >
عرض

وَقَالُواْ لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِيۤ أَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ
١٠
فَٱعْتَرَفُواْ بِذَنبِهِمْ فَسُحْقاً لأَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ
١١
إِنَّ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِٱلْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ
١٢
وَأَسِرُّواْ قَوْلَكُمْ أَوِ ٱجْهَرُواْ بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ
١٣
أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلْخَبِيرُ
١٤
هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ ذَلُولاً فَٱمْشُواْ فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ ٱلنُّشُورُ
١٥
ءَأَمِنتُمْ مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ ٱلأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ
١٦
أَمْ أَمِنتُمْ مِّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ
١٧
وَلَقَدْ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نكِيرِ
١٨
أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى ٱلطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَـٰفَّـٰتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ ٱلرَّحْمَـٰنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ
١٩
أَمَّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُمْ مِّن دُونِ ٱلرَّحْمَـٰنِ إِنِ ٱلْكَافِرُونَ إِلاَّ فِي غُرُورٍ
٢٠
أَمَّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَل لَّجُّواْ فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ
٢١
-الملك

تفسير القرآن

{ وَقَالُواْ } للخزنة { لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ } نستمع إلى الحق والهدى { أَوْ نَعْقِلُ } أو نرغب في الحق في الدنيا { مَا كُنَّا فِيۤ أَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ } مع أهل الوقود في النار اليوم { فَٱعْتَرَفُواْ بِذَنبِهِمْ } فأقروا بشركهم { فَسُحْقاً } فبعداً من رحمة الله ونكساً { لأَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ } لأهل الوقود في النار اليوم { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم } يعملون لربهم { بِٱلْغَيْبِ } وإن لم يروه { لَهُم مَّغْفِرَةٌ } لذنوبهم في الدنيا { وَأَجْرٌ كَبِيرٌ } ثواب عظيم في الجنة { وَأَسِرُّواْ قَوْلَكُمْ } في محمد عليه الصلاة والسلام بالمكر والخيانة { أَوِ ٱجْهَرُواْ بِهِ } أو أعلنوا به بالحرب والقتال { إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } بما في القلوب من الخير والشر { أَلاَ يَعْلَمُ } السر { مَنْ خَلَقَ } السر { وَهُوَ ٱللَّطِيفُ } لطف علمه بما في القلوب { ٱلْخَبِيرُ } بما فيها من الخير والشر ويقال علمه نافذ بكل شيء من الخير والشر الخبير بهما { هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ ذَلُولاً } مذللاً لينها بالجبال { فَٱمْشُواْ فِي مَنَاكِبِهَا } امضوا في نواحيها وأطرافها ويقال طرقها ويقال في جبالها وآكامها وفجاجها { وَكُلُواْ مِن رِّزْقِهِ } تأكلون من رزقه { وَإِلَيْهِ ٱلنُّشُورُ } المرجع في الآخرة { ءَأَمِنتُمْ } يا أهل مكة إذ عصيتموه { مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ } عذاب من في السماء على العرش { أَن يَخْسِفَ بِكُمُ ٱلأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ } تدور بكم إلى الأرض السابعة السفلى كما خسف بقارون { أَمْ أَمِنتُمْ مِّن فِي ٱلسَّمَآءِ } عذاب من في السماء على العرش إذ عصيتموه { أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً } حجارة كما أرسل على قوم لوط { فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ } كيف تغييري عليكم بالعذاب { وَلَقَدْ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } من قبل قومك يا محمد { فَكَيْفَ كَانَ نكِيرِ } انظر كيف كان تغييري عليهم بالعذاب { أَوَلَمْ يَرَوْا } كفار مكة { إِلَى ٱلطَّيْرِ فَوْقَهُمْ } فوق رؤوسهم { صَافَّاتٍ } مفتوحات الأجنحة { وَيَقْبِضْنَ } ويضممن { مَا يُمْسِكُهُنَّ } بعد البسط { إِلاَّ ٱلرَّحْمَـٰنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ } من البسط والقبض { بَصِيرٌ أَمَّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ } منعة لكم { يَنصُرُكُم } يمنعكم { مِّن دُونِ ٱلرَّحْمَـٰنِ } من عذاب الرحمن { إِنِ ٱلْكَافِرُونَ } ما الكافرون { إِلاَّ فِي غُرُورٍ } في أباطيل الدنيا وغرورها { أَمَّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِي } هو { يَرْزُقُكُمْ } من السماء بالمطر والأرض بالنبات { إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ } فمن ذا الذي يرزقكم { بَل لَّجُّواْ } تمادوا { فِي عُتُوٍّ } في إباء عن الحق { وَنُفُورٍ } تباعد عن الإيمان.