التفاسير

< >
عرض

أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ
٣٩
سَلْهُمْ أَيُّهُم بِذَلِكَ زَعِيمٌ
٤٠
أَمْ لَهُمْ شُرَكَآءُ فَلْيَأتُواْ بِشُرَكَآئِهِمْ إِن كَانُواْ صَادِقِينَ
٤١
يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ
٤٢
خَٰشِعَةً أَبْصَٰرُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُواْ يُدْعَوْنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ وَهُمْ سَٰلِمُونَ
٤٣
فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ
٤٤
وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ
٤٥
أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ
٤٦
أَمْ عِندَهُمُ ٱلْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ
٤٧
فَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تَكُن كَصَاحِبِ ٱلْحُوتِ إِذْ نَادَىٰ وَهُوَ مَكْظُومٌ
٤٨
لَّوْلاَ أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِٱلْعَرَآءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ
٤٩
فَٱجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ ٱلصَّالِحِينَ
٥٠
وَإِن يَكَادُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُواْ ٱلذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ
٥١
وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ
٥٢
-القلم

تفسير القرآن

{ أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ } عهود { عَلَيْنَا } بالأيمان { بَالِغَةٌ } وثيقة { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ } تقضون لأنفسكم في الآخرة من الجنة { سَلْهُمْ } يا محمد { أَيُّهُم بِذَٰلِكَ } بما يقولون { زَعِيمٌ } كفيل { أَمْ لَهُمْ شُرَكَآءُ } آلهة { فَلْيَأتُواْ بِشُرَكَآئِهِمْ } بآلهتهم { إِن كَانُواْ صَادِقِينَ } أن لهم ما قالوا وما يقولون { يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ } عن أمر كانوا في عمى منه في الدنيا ويقال عن أمر شديد فظيع ويقال عن علامة بينهم وبين ربهم { وَيُدْعَوْنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ } بعد ما قالوا { { والله ربنا ما كنا مشركين } [الأَنعام: 23] ولا منافقين { فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ } السجود وبقيت أصلابهم كالصياصي مثل حصون الحديد { خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ } ذليلة أبصارهم لا يرون خيراً { تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ } تعلوهم كآبة وكسوف وهو السواد على الوجوه { وَقَدْ كَانُواْ يُدْعَوْنَ } في الدنيا { إِلَى ٱلسُّجُودِ } إلى الخضوع لله بالتوحيد فلم يخضعوا لله بالتوحيد { وَهُمْ سَالِمُونَ } أصحاء معافون { فَذَرْنِي } يا محمد { وَمَن يُكَذِّبُ بِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ } بهذا الكتاب { سَنَسْتَدْرِجُهُمْ } سنأخذهم يعني المستهزئين بالقرآن { مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ } لا يشعرون فأهلكهم الله في يوم وليلة وكانوا خمسة نفر { وَأُمْلِي لَهُمْ } أمهلهم { إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ } عذابي شديد { أَمْ تَسْأَلُهُمْ } تسأل أهل مكة { أَجْراً } جعلاً ورزقاً على الإيمان { فَهُمْ مِّن مَّغْرَمٍ } من الغرم { مُّثْقَلُونَ } بالإجابة { أَمْ عِندَهُمُ ٱلْغَيْبُ } اللوح المحفوظ { فَهُمْ يَكْتُبُونَ } منه ما يخاصمونك به { فَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ } على تبليغ رسالة ربك ويقال ارض بقضاء ربك { وَلاَ تَكُن } ضجوراً ضيق القلب في أمر الله { كَصَاحِبِ ٱلْحُوتِ } كضجر يونس بن متى { إِذْ نَادَىٰ } دعا ربه في بطن الحوت { وَهُوَ مَكْظُومٌ } مجهود مغموم { لَّوْلاَ أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّه } رحمة من ربه { لَنُبِذَ } لطرح { بِٱلْعَرَآءِ } على الصحراء { وَهُوَ مَذْمُومٌ } ملوم مذنب { فَٱجْتَبَاهُ رَبُّهُ } فاصطفاه ربه بالتوبة { فَجَعَلَهُ مِنَ ٱلصَّالِحِينَ } من المرسلين { وَإِن يَكَادُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } كفار مكة { لَيُزْلِقُونَكَ } ليصرعونك { بِأَبْصَارِهِمْ } ويقال يعينونك بأعينهم { لَمَّا سَمِعُواْ ٱلذِّكْرَ } قراءتك القرآن { وَيَقُولُونَ } يعني كفار مكة { إِنَّهُ } يعنون محمداً { لَمَجْنُونٌ } يختنق { وَمَا هُوَ } يعني القرآن { إِلاَّ ذِكْرٌ } عظة { لِّلْعَالَمِينَ } للجن والإنس.