{وَمِمَّنْ خَلَقْنَآ أُمَّةٌ} جماعة {يَهْدُونَ بِٱلْحَقِّ} يأمرون بالحق {وَبِهِ يَعْدِلُونَ} وبالحق يعملون وهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم {وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا} بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن وهو أبو جهل وأصحابه المستهزئون بنزول العذاب {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ} سنأخذهم بالعذاب {مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ} بنزول العذاب فأهلكهم الله في يوم واحد كل واحد بهلاك غير هلاك صاحبه {وَأُمْلِي لَهُمْ} أمهلهم {إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} عذابي وأخذي شديد {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ} فيما بينهم أن محمداً صلى الله عليه وسلم لم يكن ساحراً ولا كاهناً ولا مجنوناً ثم قال الله تعالى {مَا بِصَاحِبِهِمْ} ما بنبيهم {مِّن جِنَّةٍ} ما مسه من جنون أي جنون {إِنْ هُوَ} ما هو {إِلاَّ نَذِيرٌ} ورسول مخوف {مُّبِينٌ} يبين لهم بلغة يعلمونها {أَوَلَمْ يَنْظُرُواْ} يعني أهل مكة {فِي مَلَكُوتِ ٱلسَّمَاوَاتِ} من الشمس والقمر والنجوم والسحاب {وَٱلأَرْضِ} وفي ملكوت الأرض وما في الأرض من الشجر والجبال والبحار والدواب {وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ مِن شَيْءٍ} وفيما خلق الله من سائر الأشياء {وَأَنْ عَسَىۤ} وعسى من الله واجب {أَن يَكُونَ قَدِ ٱقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ} دنا هلاكهم {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ} فبأي كتاب بعد كتاب الله {يُؤْمِنُونَ} إن لم يؤمنوا بهذا الكتاب {مَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ} عن دينه {فَلاَ هَادِيَ لَهُ} فلا مرشد له إلى دينه {وَيَذَرُهُمْ} يتركهم {فِي طُغْيَانِهِمْ} في كفرهم وضلالهم {يَعْمَهُونَ} يمضون عمهة لا يبصرون {يَسْأَلُونَكَ} يا محمد أهل مكة {عَنِ ٱلسَّاعَةِ} عن قيام الساعة وحينها {أَيَّانَ مُرْسَاهَا} متى قيامها وحينها {قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا} علم قيامها وحينها {عِنْدَ رَبِّي} من ربي {لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَآ} لا يبين وقتها وحينها {إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ} ثقل علم قيامها وحينها على أهل السموات والأرض {لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً} فجأة {يَسْأَلُونَكَ} يا محمد عن قيام الساعة {كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا} عالم بها ويقال جاهل بها ويقال غافل عنها {قُلْ} يا محمد {إِنَّمَا عِلْمُهَا} علم قيامها وحينها {عِندَ ٱللَّهِ} من الله {وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ} أهل مكة {لاَ يَعْلَمُونَ} ولا يصدقون ذلك {قُل} يا محمد لأهل مكة {لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً} جر النفع {وَلاَ ضَرّاً} دفع الضر {إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ} أن يفعل بي من الضر والنفع {وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ} النفع والضر {لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ ٱلْخَيْرِ} من النفع {وَمَا مَسَّنِيَ ٱلسُّوۤءُ} الضر ويقال ولو كنت أعلم متى ينزل العذاب عليكم {لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ ٱلْخَيْرِ} شكراً لذلك {وَمَا مَسَّنِيَ ٱلسُّوۤءُ} ما أصابني الغم والحزن لقبلكم ويقال ولو كنت أعلم الغيب متى أموت {لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ ٱلْخَيْرِ} من العمل الصالح {وَمَا مَسَّنِيَ ٱلسُّوۤءُ} ما أصابني الشدة ويقال ولو كنت أعلم الغيب متى القحط والجدوبة وغلاء السعر {لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ ٱلْخَيْرِ} النعيم {وَمَا مَسَّنِيَ ٱلسُّوۤءُ} ما أصابني الشدة {إِنْ أَنَاْ} ما أنا {إِلاَّ نَذِيرٌ} من النار {وَبَشِيرٌ} بالجنة {لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} بالجنة والنار.