التفاسير

< >
عرض

وَنَرَاهُ قَرِيباً
٧
يَوْمَ تَكُونُ ٱلسَّمَآءُ كَٱلْمُهْلِ
٨
وَتَكُونُ ٱلْجِبَالُ كَٱلْعِهْنِ
٩
وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً
١٠
يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ ٱلْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ
١١
وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ
١٢
وَفَصِيلَتِهِ ٱلَّتِي تُؤْوِيهِ
١٣
وَمَن فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ
١٤
كَلاَّ إِنَّهَا لَظَىٰ
١٥
نَزَّاعَةً لِّلشَّوَىٰ
١٦
تَدْعُواْ مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّىٰ
١٧
وَجَمَعَ فَأَوْعَىٰ
١٨
إِنَّ ٱلإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً
١٩
إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعاً
٢٠
وَإِذَا مَسَّهُ ٱلْخَيْرُ مَنُوعاً
٢١
إِلاَّ ٱلْمُصَلِّينَ
٢٢
ٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ دَآئِمُونَ
٢٣
وَٱلَّذِينَ فِيۤ أَمْوَٰلِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ
٢٤
لِّلسَّآئِلِ وَٱلْمَحْرُومِ
٢٥
وَٱلَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ ٱلدِّينِ
٢٦
وَٱلَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ
٢٧
إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ
٢٨
وَٱلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ
٢٩
إِلاَّ عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ
٣٠
فَمَنِ ٱبْتَغَىٰ وَرَآءَ ذَلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْعَادُونَ
٣١
وَٱلَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ
٣٢
وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِم قَائِمُونَ
٣٣
-المعارج

تفسير القرآن

{ وَنَرَاهُ قَرِيباً } كائناً لأن كل آت كائن قريب ثم بيَّن عذابهم متى يكون فقال { يَوْمَ تَكُونُ ٱلسَّمَآءُ } تصير السماء { كَٱلْمُهْلِ } كدردي الزيت ويقال كالفضة المذابة { وَتَكُونُ } تصير { ٱلْجِبَالُ كَٱلْعِهْنِ } كالصوف المندوف { وَلاَ يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً } قرابة عن قرابة { يُبَصَّرُونَهُمْ } يرونهم ولا يعرفونهم اشتغالاً بأنفسهم { يَوَدُّ } يتمنى { ٱلْمُجْرِمُ } يعني المشرك أبا جهل وأصحابه ويقال النضر وأصحابه { لَوْ يَفْتَدِي } يفادي نفسه { مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ } يوم القيامة { بِبَنِيهِ } أولاده { وَصَاحِبَتِهِ } زوجته { وَأَخِيهِ } من أبيه وأمه { وَفَصِيلَتِهِ } وبقرابته وعشيرته { ٱلَّتِي تُؤْوِيهِ } ينتمي إليها { وَمَن فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً } وبمن في الأرض جميعاً { ثُمَّ يُنجِيهِ } أي الله من العذاب { كَلاَّ } حقاً وهو رد عليه لا ينجيه الله من العذاب { إِنَّهَا لَظَىٰ } يعني اسماً من أسماء النار { نَزَّاعَةً لِّلشَّوَىٰ } قلاعة لأعضاء اليدين والرجلين وسائر الأعضاء ويقال حراقة للبدن { تَدْعُو } إلى نفسها إلي أيها الكافر وإلي أيها المنافق { مَنْ أَدْبَرَ } عن التوحيد { وَتَوَلَّىٰ } عن الإيمان ولم يتب من الكفر { وَجَمَعَ } المال في الدنيا { فَأَوْعَىٰ } جعله في الوعاء فمنع حق الله منه { إِنَّ ٱلإِنسَانَ } يعني الكافر { خُلِقَ هَلُوعاً } ضجوراً بخيلاً حريصاً ممسكاً { إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ } الفقر والشدة { جَزُوعاً } جازعاً لا يصبر { وَإِذَا مَسَّهُ ٱلْخَيْرُ } المال والسعة { مَنُوعاً } منع حق الله منه ولا يشكر { إِلاَّ ٱلْمُصَلِّينَ } أهل الصلوات الخمس فإنهم ليسوا كذلك ثم بيَّن نعتهم فقال { ٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ } المكتوبة { دَآئِمُونَ } يديمون عليها بالليل والنهار فلا يدعونها { وَٱلَّذِينَ فِيۤ أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ } يرون في أموالهم حقاً معلوماً غير الزكاة { لِّلسَّآئِلِ } الذي يسأل مالك { وَٱلْمَحْرُومِ } الذي حرم أجره وغنيمته ويقال هو المحترف الذي لا تفي حرفته بمعيشته وقوته ويقال هو الفقير الذي لا يسأل ولا يعطى ولا يفطن به { وَٱلَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ ٱلدِّينِ } بيوم الحساب بما فيه { وَٱلَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ } خائفون { إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ } لم يأتهم الأمان من ربهم { وَٱلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ } يعفون عن الحرام { إِلاَّ عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ } الأربع { أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ } من الولائد بغير عدد { فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ } ولا آثمين بذلك لا يلامون بذلك الحلال { فَمَنِ ٱبْتَغَىٰ وَرَآءَ ذَٰلِكَ } طلب سوى ما ذكرت من الأزواج والولائد { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْعَادُونَ } المعتدون من الحلال إلى الحرام { وَٱلَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ } لما ائتمنوا عليه من أمر الدين وغيره { وَعَهْدِهِمْ } فيما بينهم وبين ربهم أو فيما بينهم وبين الناس ويقال بحلفهم بالله { رَاعُونَ } حافظون له بالوفاء والتمام إلى أجله { وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِم قَائِمُونَ } عند الحكام إذا دعوا ولا يكتمونها.