التفاسير

< >
عرض

فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ ٱلْوِلْدَانَ شِيباً
١٧
ٱلسَّمَآءُ مُنفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً
١٨
إِنَّ هَـٰذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلاً
١٩
إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ ٱلَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَآئِفَةٌ مِّنَ ٱلَّذِينَ مَعَكَ وَٱللَّهُ يُقَدِّرُ ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَٱقْرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ ٱلْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُمْ مَّرْضَىٰ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي ٱلأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ ٱللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَٱقْرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَآتُواْ ٱلزَّكَٰوةَ وَأَقْرِضُواْ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَٱسْتَغْفِرُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
٢٠
-المزمل

تفسير القرآن

{ فَكَيْفَ تَتَّقُونَ } الكفر والشرك وتؤمنون بالله يا أهل مكة { إِن كَفَرْتُمْ } إذا كفرتم في الدنيا { يَوْماً } يوم القيامة { يَجْعَلُ } ذلك اليوم { ٱلْوِلْدَانَ شِيباً } شمطاً إذا سمعوا حيث يقول الله لآدم: يا آدم ابعث بعثاً من ذريتك إلى النار قال آدم يا رب من كم قال الله تعالى من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار وواحد إلى الجنة { ٱلسَّمَآءُ مُنفَطِرٌ } منشق { بِهِ } بذلك الزمان الذي يجعل الولدان شيباً ويقال بنزول أمر الرب والملائكة { كَانَ وَعْدُهُ } في البعث { مَفْعُولاً } كائناً { إِنَّ هَـٰذِهِ } السورة { تَذْكِرَةٌ } عظة وبيان لكم { فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلاً } طريقاً يأتي به إلى ربه ويقال فمن شاء وحد واتخذ بذلك إلى ربه سبيلاً مرجعاً { إِنَّ رَبَّكَ } يا محمد { يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ } أقل { مِن ثُلُثَيِ ٱلْلَّيْلِ } إلى النصف { وَنِصْفَهُ } وتقوم نصف الليل { وَثُلُثَهُ } وتقوم ثلث الليل ويقال ونصفه أقل من نصف الليل وثلثه إذا قرأت بالخفض { وَطَآئِفَةٌ مِّنَ ٱلَّذِينَ مَعَكَ } وجماعة من المؤمنين معك في الصلاة { وَٱللَّهُ يُقَدِّرُ ٱلْلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ } يعلم ساعات الليل والنهار { عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ } أن لن تحفظوا ساعات الليل ويقال ما أمرتم في الليل من الصلاة { فَتَابَ عَلَيْكُمْ } فتجاوز عنكم صلاة الليل { فَٱقْرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ } عليكم { مِنَ ٱلْقُرْآنِ } في الصلاة مائة آية فصاعداً ويقال ما شئتم من القرآن { عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُمْ مَّرْضَىٰ } جرحى لا يستطيعون الصلاة بالليل { وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ } يسافرون { فِي ٱلأَرْضِ } بالتجارة وغيرها { يَبْتَغُونَ } يطلبون { مِن فَضْلِ ٱللَّهِ } من رزق الله وغيره يشق عليهم صلاة الليل { وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ } يجاهدون { فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } في طاعة الله يشق عليهم صلاة الليل { فَٱقْرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ } عليكم { مِنْهُ } من القرآن في الصلاة { وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ } أتموا الصلوات الخمس بوضوئها وركوعها وسجودها وما يجب فيها من مواقيتها { وَآتُواْ ٱلزَّكَاةَ } أعطوا زكاة أموالكم { وَأَقْرِضُواُ ٱللَّهَ } في الصدقة ويقال في العمل الصالح { قَرْضاً حَسَناً } محتسباً صادقاً في قلوبكم { وَمَا تُقَدِّمُواْ } تسلفوا { لأَنفُسِكُمْ مِّنْ خَيْرٍ } من صدقة أو عمل صالح { تَجِدُوهُ } تجدوا ثوابه { عِندَ ٱللَّهِ } في الجنة محفوظاً لكم لا سرق ولا غرق ولا حرق ولا يأكله السوس { هُوَ خَيْراً } مما بقي عندكم في الدنيا { وَأَعْظَمَ أَجْراً } ثواباً مما عندكم { وَٱسْتَغْفِرُواْ ٱللَّهَ } من الذنوب { إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ } لمن تاب { رَّحِيمٌ } لمن مات على التوبة لرحمة المدثر بثيابه.