التفاسير

< >
عرض

هَلْ أَتَىٰ عَلَى ٱلإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ ٱلدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً
١
إِنَّا خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً
٢
إِنَّا هَدَيْنَاهُ ٱلسَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً
٣
إِنَّآ أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاَسِلاَ وَأَغْلاَلاً وَسَعِيراً
٤
إِنَّ ٱلأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً
٥
عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ ٱللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً
٦
يُوفُونَ بِٱلنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً
٧
وَيُطْعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً
٨
-الإنسان

تفسير القرآن

وبإسناده عن ابن عباس في قوله { هَلْ أَتَىٰ عَلَى ٱلإِنسَانِ } يقول أتى على آدم { حِينٌ مِّنَ ٱلدَّهْرِ } أربعون سنة مخلوقاً مصوراً { لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً } يذكر ولا يدرى ما هو وما اسمه وما يراد به إلا الله { إِنَّا خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ } يعني ولد آدم { مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ } من نطفة آدم وحواء ويقال أمشاج يعني الألوان مختلطاً ماء الرجل أبيض غليظ وماء المرأة أصفر رقيق فالولد يكون منهما { نَّبْتَلِيهِ } نختبره بالشدة والرخاء ويقال نختبره بالخير والشر { فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً } فجعلنا له السمع لكي يسمع به الحق والهدى والبصر لكي يبصر به الحق والهدى ويقال نبتليه نختبره بالخير والشر والكفر والإيمان مقدم ومؤخر { إِنَّا هَدَيْنَاهُ ٱلسَّبِيلَ } بينا له طريق الإيمان والكفر والخير والشر { إِمَّا شَاكِراً } مؤمناً { وَإِمَّا كَفُوراً } كافراً ويقال إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً يقول بينا له سبيل شاكر أو كفور { إِنَّآ أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ } أبي جهل وأصحابه { سَلاَسِلَ وَأَغْلاَلاً } في النار { وَسَعِيراً } ناراً وقوداً { إِنَّ ٱلأَبْرَارَ } المصدقين في إيمانهم المطيعين لله { يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ } يشربون في الجنة من خمر { كَانَ مِزَاجُهَا } خلطها { كَافُوراً عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا } منها { عِبَادُ ٱللَّهِ } أولياء الله { يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً } يمزجونها تمزيجاً ويقال يفجرون عين الكافور حيثما يشاؤون في الجنة إلى منازلهم وقصورهم. ثم وصف نعتهم إذا كانوا في الدنيا فقال الله { يُوفُونَ بِٱلنَّذْرِ } بالعهد والحلف بالله ويقال يتمون الفرائض { وَيَخَافُونَ يَوْماً } عذاب يوم { كَانَ شَرُّهُ } عذابه { مُسْتَطِيراً } فاشياً { وَيُطْعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ } على قلته وشهوته { مِسْكِيناً وَيَتِيماً } من المسلمين { وَأَسِيراً } من المسلمين في أيدي المشركين ويقال أهل السجن.