وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى {وَٱلْمُرْسَلاَتِ عُرْفاً} يقول أقسم الله بالملائكة كثيراً كعرف الفرس ويقال هم الملائكة الذين أرسلوا بالمعروف يعني جبريل وميكائيل وإسرافيل {فَٱلْعَاصِفَاتِ عَصْفاً} وأقسم بالرياح العواصف الشديدة والعصف ما ذرت من منازل القوم {وٱلنَّاشِرَاتِ نَشْراً} بالمطر يعني وأقسم بالمطر ويقال بالسحاب الناشرات بالمطر ويقال هم الملائكة الذين ينشرون الكتاب {فَٱلْفَارِقَاتِ فَرْقاً} وأقسم بالملائكة الذين يفرقون بين الحق والباطل ويقال هي آيات القرآن التي تفرق بين الحق والباطل والحلال والحرام ويقال هؤلاء الثلاث هن الرياح {فَٱلْمُلْقِيَاتِ ذِكْراً} وأقسم بالمنزلات وحياً {عُذْراً} لله من جوره وظلمه {أَوْ نُذْراً} لخلقه من عذابه ويقال عذراً حلالاً أو نذراً حراماً ويقال عذراً أمراً أو نذراً نهياً ويقال عذراً وعداً أو نذراً وعيداً أقسم بهذه الأشياء {إِنَّمَا تُوعَدُونَ} من الثواب والعقاب في الآخرة { لَوَاقِعٌ} لكائن نازل بكم ثم بيَّن متى يكون فقال {فَإِذَا ٱلنُّجُومُ طُمِسَتْ} ذهب ضوؤها {وَإِذَا ٱلسَّمَآءُ فُرِجَتْ} انشقت {وَإِذَا ٱلْجِبَالُ نُسِفَتْ} قلعت من أماكنها.