التفاسير

< >
عرض

وَجَعَلْنَا ٱلنَّهَارَ مَعَاشاً
١١
وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً
١٢
وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً
١٣
وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلْمُعْصِرَاتِ مَآءً ثَجَّاجاً
١٤
لِّنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً
١٥
وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً
١٦
إِنَّ يَوْمَ ٱلْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً
١٧
يَوْمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً
١٨
وَفُتِحَتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتْ أَبْوَاباً
١٩
وَسُيِّرَتِ ٱلْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً
٢٠
إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً
٢١
لِّلطَّاغِينَ مَآباً
٢٢
لاَّبِثِينَ فِيهَآ أَحْقَاباً
٢٣
لاَّ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلاَ شَرَاباً
٢٤
إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً
٢٥
جَزَآءً وِفَاقاً
٢٦
إِنَّهُمْ كَانُواْ لاَ يَرْجُونَ حِسَاباً
٢٧
وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا كِذَّاباً
٢٨
وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً
٢٩
فَذُوقُواْ فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَاباً
٣٠
إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً
٣١
حَدَآئِقَ وَأَعْنَاباً
٣٢
وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً
٣٣
وَكَأْساً دِهَاقاً
٣٤
لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ كِذَّاباً
٣٥
جَزَآءً مِّن رَّبِّكَ عَطَآءً حِسَاباً
٣٦
رَّبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ٱلرَّحْمَـٰنِ لاَ يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً
٣٧
يَوْمَ يَقُومُ ٱلرُّوحُ وَٱلْمَلاَئِكَةُ صَفّاً لاَّ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَاباً
٣٨
ذَلِكَ ٱلْيَوْمُ ٱلْحَقُّ فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ مَآباً
٣٩
إِنَّآ أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنظُرُ ٱلْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ ٱلْكَافِرُ يٰلَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً
٤٠
-النبأ

تفسير القرآن

{ وَجَعَلْنَا ٱلنَّهَارَ مَعَاشاً } مطلباً { وَبَنَيْنَا } خلقنا { فَوْقَكُمْ } فوق رؤوسكم { سَبْعاً } سبع سموات { شِدَاداً } غلاظاً { وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً } شمساً مضيئة لبني آدم { وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلْمُعْصِرَاتِ } بالرياح من السحاب { مَآءً ثَجَّاجاً } مطراً كثيراً متتابعاً { لِّنُخْرِجَ بِهِ } لننبت به { حَبّاً وَنَبَاتاً } بالمطر المحبوب كلها ونباتاً وسائر النبات { وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً } بساتين ملتفة ويقال ألواناً { إِنَّ يَوْمَ ٱلْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً } معاداً للأولين والآخرين أن يجتمعوا فيه { يَوْمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ } نفخة البعث { فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً } فوجاً فوجاً جماعة جماعة { وَفُتِحَتِ ٱلسَّمَآءُ } أبواب السماء { فَكَانَتْ أَبْوَاباً } فصارت طرقاً { وَسُيِّرَتِ ٱلْجِبَالُ } عن وجه الأرض { فَكَانَتْ سَرَاباً } فكانت كالسراب { إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً } محبساً أو مسجناً { لِّلطَّاغِينَ } للكافرين { مَآباً } مرجعاً { لاَّبِثِينَ فِيهَآ أَحْقَاباً } مقيمين في جهنم أحقاباً حقباً بعد حقب والحقب الواحد ثمانون سنة والسنة ثلاثمائة وستون يوماً واليوم الواحد ألف سنة مما تعد أهل الدنيا ويقال لا يعلم عدد تلك الأحقاب إلا الله فلا ينقطع عنهم { لاَّ يَذُوقُونَ فِيهَا } في النار { بَرْداً } ماءً بارداً ويقال نوماً { وَلاَ شَرَاباً } بارداً { إِلاَّ حَمِيماً } ماءً حاراً قد انتهى حره { وَغَسَّاقاً } زمهريراً ويقال ماء منتناً { جَزَآءً وِفَاقاً } موافقة أعمالهم { إِنَّهُمْ كَانُواْ } في الدنيا { لاَ يَرْجُونَ حِسَاباً } لا يخافون عذاباً في الآخرة ولا يؤمنون به { وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا } بكتابنا ورسولنا { كِذَّاباً } تكذيباً { وَكُلَّ شَيْءٍ } من أعمال بني آدم { أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً } كتبناه في اللوح المحفوظ { فَذُوقُواْ } العذاب في النار { فَلَن نَّزِيدَكُمْ } في النار { إِلاَّ عَذَاباً } لوناً بعد لون ثم بيَّن كرامة المؤمنين فقال { إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ } الكفر والشرك والفواحش { مَفَازاً } نجاة من النار وقربى إلى الله { حَدَآئِقَ } وهي ما أحيط عليها من الشجر والنخل { وَأَعْنَاباً } كروماً { وَكَوَاعِبَ } جواري مفلكات الثديين { أَتْرَاباً } مستويات في السن والميلاد على ثلاث وثلاثين سنة { وَكَأْساً دِهَاقاً } ملأى متتابعة { لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا } أهل الجنة في الجنة { لَغْواً } حلفاً وباطلاً { وَلاَ كِذَّاباً } لا يكذب بعضهم على بعض { جَزَآءً } ثواباً { مِّن رَّبِّكَ عَطَآءً } أعطاهم في الجنة { حِسَاباً } بواحد عشرة ويقال موافقة أعمالهم { رَّبِّ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا } من الخلق والعجائب { ٱلرَّحْمَـٰنِ } هو الرحمن { لاَ يَمْلِكُونَ مِنْهُ } عنده يعني الملائكة وغيرهم { خِطَاباً } كلاماً في الشفاعة حتى يأذن الله لهم { يَوْمَ يَقُومُ ٱلرُّوحُ } يعني جبريل ويقال هو خلق لا يعلم عظمته إلا الله وقال ابن مسعود الروح ملك أعظم من كل شيء غير العرش يسبح الله في كل يوم اثني عشر ألف تسبيحة فيخلق الله من كل تسبيحة ملكاً يستغفر للمؤمنين إلى يوم القيامة فيجيء يوم القيامة وهو صف واحد ويقال هم خلق من الملائكة لهم أرجل وأيد مثل بني آدم { وَٱلْمَلاَئِكَةُ } ويوم يقوم الملائكة { صَفّاً لاَّ يَتَكَلَّمُونَ } بالشفاعة يعني الملائكة { إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ } في الشفاعة { وَقَالَ صَوَاباً } حقاً لا إله إلا الله { ذَٰلِكَ ٱلْيَوْمُ ٱلْحَقُّ } الكائن يكون فيه ما وصفت { فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ } وحده واتخذ بذلك التوحيد إلى ربه { مَآباً } مرجعاً { إِنَّآ أَنذَرْنَاكُمْ } خوفناكم يا أهل مكة { عَذَاباً قَرِيباً } كائناً { يَوْمَ يَنظُرُ ٱلْمَرْءُ } يبصر المؤمن ويقال الكافر { مَا قَدَّمَتْ } ما عملت { يَدَاهُ } من خير أو شر { وَيَقُولُ ٱلْكَافِرُ يَٰلَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً } مع البهائم من الهول والشدة والعذاب يتمنى الكافر أن يكون تراباً مع البهائم وذلك يوم ترجف الراجفة.