التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ وَتَخُونُوۤاْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ
٢٧
وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّمَآ أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ
٢٨
يِٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوۤاْ إِن تَتَّقُواْ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ
٢٩
وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ ٱللَّهُ وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلْمَاكِرِينَ
٣٠
وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَآءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَـٰذَا إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ
٣١
وَإِذْ قَالُواْ ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ أَوِ ٱئْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ
٣٢
وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ
٣٣
وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ ٱللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَمَا كَانُوۤاْ أَوْلِيَآءَهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ ٱلْمُتَّقُونَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ
٣٤
-الأنفال

تفسير القرآن

{ يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } يعني مروان وأبا لبابة بن عبد المنذر { لاَ تَخُونُواْ ٱللَّهَ } في الدين { وَٱلرَّسُولَ } في الإشارة إلى بني قريظة أن لا تنزلوا على حكم سعد بن معاذ { وَتَخُونُوۤاْ أَمَانَاتِكُمْ } ولا تخونوا في فرائض الله وهي أمانة عليكم { وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } تلك الخيانة { وَٱعْلَمُوۤاْ } يعني به أبا لبابة { أَنَّمَآ أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ } التي في بني قريظة { فِتْنَةٌ } بلية لكم { وَأَنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ } ثواب وافر في الجنة بالجهاد { يِا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن تَتَّقُواْ ٱللَّهَ } فيما أمركم ونهاكم { يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً } نصرة ونجاة { وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ } دون الكبائر { وَيَغْفِرْ لَكُمْ } سائر الذنوب { وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ } ذو المن { ٱلْعَظِيمِ } على عباده بالمغفرة والجنة { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ } في دار الندوة { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أبو جهل وأصحابه { لِيُثْبِتُوكَ } ليحبسوك سجناً وهو ما قال عمرو بن هشام { أَوْ يَقْتُلُوكَ } جميعاً وهو ما قال أبو جهل بن هشام { أَوْ يُخْرِجُوكَ } طرداً وهو ما قال أبو البحتري بن هشام { وَيَمْكُرُونَ } يريدون قتلك وهلاكك يا محمد { وَيَمْكُرُ ٱللَّهُ } يريد الله قتلهم وهلاكهم يوم بدر { وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلْمَاكِرِينَ } أقوى المهلكين { وَإِذَا تُتْلَىٰ } تقرأ { عَلَيْهِمْ } على النضر بن الحارث وأصحابه { آيَاتُنَا } بالأمر والنهي { قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا } ما قال محمد عليه الصلاة والسلام { لَوْ نَشَآءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَـٰذَا } مثل ما يقول محمد صلى الله عليه وسلم { إِنْ هَـٰذَآ } ما هذا الذي يقول محمد صلى الله عليه وسلم { إِلاَّ أَسَاطِيرُ } أحاديث { ٱلأَوَّلِينَ } وأخبارهم { وَإِذْ قَالُواْ } قال ذلك النضر { ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا } الذي يقول محمد عليه الصلاة والسلام { هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ } أن ليس لك ولد ولا شريك { فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا } على النضر { حِجَارَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ أَوِ ٱئْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } وجيع فقتل يوم بدر صبراً { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ } ليهلكهم أبا جهل وأصحابه { وَأَنتَ فِيهِمْ } مقيم { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ } مهلكهم { وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } يريدون أن يؤمنوا { وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ ٱللَّهُ } أن لا يهلكهم الله بعد ما خرجت من بين أظهرهم { وَهُمْ يَصُدُّونَ } محمداً صلى الله عليه وسلم وأصحابه { عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ } ويطوفون حوله عام الحديبية { وَمَا كَانُوۤاْ أَوْلِيَآءَهُ } أولياء المسجد { إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ } ما أولياءه { إِلاَّ ٱلْمُتَّقُونَ } الكفر والشرك والفواحش محمد عليه الصلاة والسلام وأصحابه { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ } كلهم { لاَ يَعْلَمُونَ } ذلك ولا يصدقون به.