التفاسير

< >
عرض

إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنفَطَرَتْ
١
وَإِذَا ٱلْكَوَاكِبُ ٱنتَثَرَتْ
٢
وَإِذَا ٱلْبِحَارُ فُجِّرَتْ
٣
وَإِذَا ٱلْقُبُورُ بُعْثِرَتْ
٤
عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ
٥
يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَٰنُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ ٱلْكَرِيمِ
٦
ٱلَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ
٧
فِيۤ أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ
٨
كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِٱلدِّينِ
٩
وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ
١٠
كِرَاماً كَاتِبِينَ
١١
يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ
١٢
إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ
١٣
وَإِنَّ ٱلْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ
١٤
يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ ٱلدِّينِ
١٥
وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَآئِبِينَ
١٦
وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلدِّينِ
١٧
ثُمَّ مَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلدِّينِ
١٨
يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَٱلأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ
١٩
-الانفطار

تفسير القرآن

وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنفَطَرَتْ } انشقت بنزول الرب بلا كيف والملائكة وما يشاء من أمره { وَإِذَا ٱلْكَوَاكِبُ ٱنتَثَرَتْ } تساقطت على وجه الأرض { وَإِذَا ٱلْبِحَارُ فُجِّرَتْ } فتحت بعضها في بعض عذبها في مالحها ومالحها في عذبها فصارت بحراً واحداً { وَإِذَا ٱلْقُبُورُ بُعْثِرَتْ } بحثت وأخرج ما فيها من الأموات { عَلِمَتْ نَفْسٌ } كل نفس عند ذلك { مَّا قَدَّمَتْ } من خير أو شر { وَأَخَّرَتْ } ما أثرت من سنة صالحة أو سنة سيئة ويقال ما قدمت أي أدت من طاعة وما أخرت أي ضيعت { يَٰأَيُّهَا ٱلإِنسَانُ } يعني الكافر كلدة بن أسيد { مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ } حين كفرت بربك { ٱلْكَرِيمِ } المتجاوز { ٱلَّذِي خَلَقَكَ } نسمة من نطفة { فَسَوَّاكَ } في بطن أمك { فَعَدَلَكَ } فجعلك معتدل القامة { فِيۤ أَىِّ صُورَةٍ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ } إن شاء شبهك في صورة الأعمام أو صورة الأخوال وإن شاء حسناً وإن شاء دميماً وإن شاء صورك في صورة القردة والخنازير وأشباه ذلك { كَلاَّ } حقاً { بَلْ تُكَذِّبُونَ } يا معشر قريش { بِٱلدِّينِ } بالحساب والقضاء { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ } من الملائكة يحفظونكم ويحفظون أعمالكم { كِرَاماً } هم كرام على الله مسلمون { كَاتِبِينَ } يكتبون أعمالكم { يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ } وما تقولون من الخير والشر ويكتبون ذلك كله { إِنَّ ٱلأَبْرَارَ } الصادقين في إيمانهم أبا بكر وأصحابه { لَفِي نَعِيمٍ } في جنة دائم نعيمها { وَإِنَّ ٱلْفُجَّارَ } الكفار كلدة وأصحابه { لَفِي جَحِيمٍ } في نار { يَصْلَوْنَهَا } يدخلونها { يَوْمَ ٱلدِّينِ } يوم الحساب والقضاء فيه بين الخلائق { وَمَا هُمَ } يعني الكفار { عَنْهَا } عن النار { بِغَآئِبِينَ } إذا دخلوا فيها { وَمَآ أَدْرَاكَ } يا محمد { مَا يَوْمُ ٱلدِّينِ } ما يوم الحساب { ثُمَّ مَآ أَدْرَاكَ } يا محمد { مَا يَوْمُ ٱلدِّينِ } ما يوم الحساب يعجبه بذلك تعظيماً له ثم بيَّن له فقال { يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ } لا تقدر { نَفْسٌ } مؤمنة { لِنَفْسٍ } كافرة { شَيْئاً } من النجاة والشفاعة { وَٱلأَمْرُ } الحكم والقضاء بين العباد { يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ } بيد الله لا يملكه يومئذ غيره ولا ينازعه أحد.