التفاسير

< >
عرض

كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ
١٥
ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُواْ ٱلْجَحِيمِ
١٦
ثُمَّ يُقَالُ هَـٰذَا ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ
١٧
كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ ٱلأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ
١٨
وَمَآ أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ
١٩
كِتَابٌ مَّرْقُومٌ
٢٠
يَشْهَدُهُ ٱلْمُقَرَّبُونَ
٢١
إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ
٢٢
عَلَى ٱلأَرَآئِكِ يَنظُرُونَ
٢٣
تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ ٱلنَّعِيمِ
٢٤
يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ
٢٥
خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ ٱلْمُتَنَافِسُونَ
٢٦
وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ
٢٧
عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا ٱلْمُقَرَّبُونَ
٢٨
إِنَّ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُواْ كَانُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ يَضْحَكُونَ
٢٩
وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ
٣٠
وَإِذَا ٱنقَلَبُوۤاْ إِلَىٰ أَهْلِهِمُ ٱنقَلَبُواْ فَكِهِينَ
٣١
وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوۤاْ إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ لَضَالُّونَ
٣٢
وَمَآ أُرْسِلُواْ عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ
٣٣
فَٱلْيَوْمَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ ٱلْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ
٣٤
عَلَى ٱلأَرَآئِكِ يَنظُرُونَ
٣٥
هَلْ ثُوِّبَ ٱلْكُفَّارُ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ
٣٦
-المطففين

تفسير القرآن

{ كَلاَّ } حقاً يا محمد { إِنَّهُمْ } يعني المكذبين بيوم الدين { عَن رَّبِّهِمْ } عن النظر إلى ربهم { يَوْمَئِذٍ } يوم القيامة { لَّمَحْجُوبُونَ } لممنوعون والمؤمنون لا يحجبون عن النظر إلى ربهم { ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُواْ ٱلْجَحِيمِ } لداخلو النار { ثُمَّ يُقَالُ } يقول لهم الزبانية إذا دخلوا فيها { هَـٰذَا ٱلَّذِي كُنتُم بِهِ } هذا العذاب هو الذي كنتم به في الدنيا { تُكَذِّبُونَ } أنه لا يكون { كَلاَّ } حقاً يا محمد { إِنَّ كِتَابَ ٱلأَبْرَارِ } أعمال الصادقين في إيمانهم { لَفِي عِلِّيِّينَ وَمَآ أَدْرَاكَ } يا محمد { مَا عِلِّيُّونَ } ما في عليين { كِتَابٌ مَّرْقُومٌ } يقول أعمال الأبرار مكتوبة في لوح من زبرجدة خضراء فوق السماء السابعة تحت عرش الرحمن وهو عليون { يَشْهَدُهُ ٱلْمُقَرَّبُونَ } مقربو أهل كل سماء أعمال الأبرار { إِنَّ ٱلأَبْرَارَ } الصادقين في إيمانهم وهم الذين لا يؤذون الذر { لَفِي نَعِيمٍ } في جنة دائم نعيمها { عَلَى ٱلأَرَآئِكِ } على السرر في الحجال { يَنظُرُونَ } إلى أهل النار { تَعْرِفُ } يا محمد { فِي وُجُوهِهِمْ } وجوه أهل الجنة { نَضْرَةَ ٱلنَّعِيمِ } حسن النعيم { يُسْقَوْنَ } في الجنة { مِن رَّحِيقٍ } من خمر { مَّخْتُومٍ } ممزوج { خِتَامُهُ } عاقبته { مِسْكٌ وَفِي ذَٰلِكَ } فيما ذكرت في الجنة { فَلْيَتَنَافَسِ ٱلْمُتَنَافِسُونَ } فليعمل العاملون وليجتهد المجتهدون وليبادر المبادرون وليباذل المباذلون { وَمِزَاجُهُ } خلطه { مِن تَسْنِيمٍ عَيْناً } يصب عليهم من جنة عدن { يَشْرَبُ بِهَا } منها من عين التسنيم { ٱلْمُقَرَّبُونَ } إلى جنة عدن صرفاً بلا خلط { إِنَّ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُواْ } أشركوا أبو جهل وأصحابه { كَانُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } على الذين آمنوا علي وأصحابه { يَضْحَكُونَ } يهزؤون ويسخرون { وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ } بالكفار يأتون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم { يَتَغَامَزُونَ } يطعنون { وَإِذَا ٱنقَلَبُوۤاْ } وإذا رجع الكفار { إِلَىٰ أَهْلِهِمْ ٱنقَلَبُواْ } رجعوا { فَكِهِينَ } معجبين بشركهم واستهزائهم على المؤمنين { وَإِذَا رَأَوْهُمْ } رأوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم { قَالُوۤاْ } يعني الكفار { إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ } أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام { لَضَالُّونَ } عن الهدى { وَمَآ أُرْسِلُواْ عَلَيْهِمْ } ما سلطوا على المؤمنين { حَافِظِينَ } لهم ولأعمالهم { فَٱلْيَوْمَ } وهو يقوم القيامة { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن وهو علي وأصحابه { مِنَ ٱلْكُفَّارِ } على الكفار { يَضْحَكُونَ عَلَى ٱلأَرَآئِكِ } على السرر في الحجال { يَنظُرُونَ } إلى أهل النار يسحبون في النار { هَلْ ثُوِّبَ ٱلْكُفَّارُ } هل جوزي الكفار في الآخرة { مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ } إلا بما كانوا يعملون ويقولون في الدنيا.