التفاسير

< >
عرض

إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتْ
١
وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ
٢
وَإِذَا ٱلأَرْضُ مُدَّتْ
٣
وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ
٤
وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ
٥
يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاَقِيهِ
٦
فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ
٧
فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً
٨
وَيَنقَلِبُ إِلَىٰ أَهْلِهِ مَسْرُوراً
٩
وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَٰبَهُ وَرَآءَ ظَهْرِهِ
١٠
فَسَوْفَ يَدْعُواْ ثُبُوراً
١١
وَيَصْلَىٰ سَعِيراً
١٢
إِنَّهُ كَانَ فِيۤ أَهْلِهِ مَسْرُوراً
١٣
إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ
١٤
بَلَىٰ إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيراً
١٥
فَلاَ أُقْسِمُ بِٱلشَّفَقِ
١٦
وَٱللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ
١٧
وَٱلْقَمَرِ إِذَا ٱتَّسَقَ
١٨
لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبقٍ
١٩
فَمَا لَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ
٢٠
وَإِذَا قُرِىءَ عَلَيْهِمُ ٱلْقُرْآنُ لاَ يَسْجُدُونَ
٢١
بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُكَذِّبُونَ
٢٢
وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ
٢٣
فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ
٢٤
إِلاَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ
٢٥
-الانشقاق

تفسير القرآن

وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتْ } يقول انشقت بالغمام والغمام مثل السحاب الأبيض لنزول الرب بلا كيف والملائكة وما يشاء من أمره { وَأَذِنَتْ } سمعت وأطاعت { لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } حق لها أن تفعل { وَإِذَا ٱلأَرْضُ مُدَّتْ } مد الأديم العكاظي وبسطت ويقال نزعت من أماكنها وسويت { وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا } من الأموات والكنوز { وَتَخَلَّتْ } عن ذلك فصارت خالية من ذلك { وَأَذِنَتْ } سمعت وأطاعت { لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } وحق لها ذلك { يَٰأَيُّهَا ٱلإِنسَانُ } وهو الكافر أبو الأسود بن كلدة بن أسيد بن خلف { إِنَّكَ كَادِحٌ } يقول عامل عملاً في كفرك فترجع بذلك { إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحاً } في الآخرة ويقال ساع سعياً { فَمُلاَقِيهِ } عملك من خير أو شر { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ } أعطي { كِتَابَهُ } كتاب حسناته { بِيَمِينِهِ } وهو أبو سلمة بن عبد الأسد { فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً } هيناً وهو العرض { وَيَنقَلِبُ } يرجع في الآخرة { إِلَىٰ أَهْلِهِ } الذي أعد الله له في الجنة { مَسْرُوراً } بهم { وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ } أعطي كتاب سيئاته { وَرَآءَ ظَهْرِهِ } خلف ظهره بشماله وهو الأسود بن عبد الأسد أخو أبي سلمة { فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً } يقول واويلاه واثبوراه { وَيَصْلَىٰ سَعِيراً } يدخل ناراً وقوداً { إِنَّهُ كَانَ فِيۤ أَهْلِهِ مَسْرُوراً } بهم { إِنَّهُ ظَنَّ } حسب { أَن لَّن يَحُورَ } يعني أن لن يرجع إلى ربه في الآخرة وهو بلسان الحبشة يحور يرجع { بَلَىٰ } ليحورن إلى ربه في الآخرة { إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ } من يوم خلقه { بَصِيراً } عالماً بأن يبعثه بعد الموت { فَلاَ أُقْسِمُ } يقول أقسم { بِٱلشَّفَقِ } وهو حمرة المغرب بعد غروب الشمس { وَٱللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ } وأقسم بالليل وما وسق جمع ورجع إلى وطنه إذا جن الليل { وَٱلْقَمَرِ إِذَا ٱتَّسَقَ } وأقسم بالقمر إذا اجتمع وتكامل ثلاث ليال ليلة ثلاث عشرة وليلة أربع عشرة وليلة خمس عشرة { لَتَرْكَبُنَّ } لتحولن جملة الخلق { طَبَقاً عَن طَبقٍ } حالاً بعد حال من حين خلقهم إلى أن يموتوا ومن حين موتهم إلى أن يدخلوا الجنة أو النار يحولهم الله من حال إلى حال ويقال لتركبن يا محمد لتصعدن طبقاً عن طبق يقول من سماء إلى سماء ليلة المعراج إن قرأت بنصب الباء ويقال ليركبن هذا المكذب طبقاً عن طبق حالاً بعد حال من حين يموت إلى أن يدخل النار إن قرأت بالياء ونصبت الياء { فَمَا لَهُمْ } لكفار مكة ويقال لبني عبد يا ليل الثقفي وكانوا ثلاثة مسعود وحبيب وربيعة فاسلم منهم حبيب وربيعة بعد ذلك { لاَ يُؤْمِنُونَ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { وَإِذَا قُرِىءَ عَلَيْهِمُ } وإذا قرأ عليهم محمد عليه الصلاة والسلام { ٱلْقُرْآنُ } بالأمر والنهي { لاَ يَسْجُدُونَ } لا يخضعون لله بالتوحيد { بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } كفار مكة ومن لم يؤمن من بني عبد ياليل { يُكَذِّبُونَ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ } بما يقولون ويعملون ويقال بما يسمعون ويضمرون في قلوبهم { فَبَشِّرْهُمْ } يا محمد لمن لا يؤمن به { بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } وجيع يخلص وجعه إلى قلوبهم يوم بدر وفي الآخرة ثم استثنى الذين آمنوا فقال { إِلاَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } والطاعات فيما بينهم وبين ربهم { لَهُمْ أَجْرٌ } ثواب في الجنة { غَيْرُ مَمْنُونٍ } غير منقوص ولا مكدر ويقال لا يمنون بذلك ويقال لا ينقص من حسناتهم بعد الهرم والموت.