التفاسير

< >
عرض

سَبِّحِ ٱسْمَ رَبِّكَ ٱلأَعْلَىٰ
١
ٱلَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ
٢
وَٱلَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ
٣
وَٱلَّذِيۤ أَخْرَجَ ٱلْمَرْعَىٰ
٤
فَجَعَلَهُ غُثَآءً أَحْوَىٰ
٥
سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَىٰ
٦
إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلْجَهْرَ وَمَا يَخْفَىٰ
٧
وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَىٰ
٨
فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ ٱلذِّكْرَىٰ
٩
سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَىٰ
١٠
وَيَتَجَنَّبُهَا ٱلأَشْقَى
١١
ٱلَّذِى يَصْلَى ٱلنَّارَ ٱلْكُبْرَىٰ
١٢
ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَا
١٣
قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ
١٤
وَذَكَرَ ٱسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ
١٥
بَلْ تُؤْثِرُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا
١٦
وَٱلآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ
١٧
إِنَّ هَـٰذَا لَفِي ٱلصُّحُفِ ٱلأُولَىٰ
١٨
صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ
١٩
-الأعلى

تفسير القرآن

وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { سَبِّحِ ٱسْمَ رَبِّكَ ٱلأَعْلَىٰ } يقول صل يا محمد بأمر ربك الأعلى أعلى كل شيء ويقال اذكر يا محمد توحيد ربك ويقال قل يا محمد سبحان ربي الأعلى في السجود { ٱلَّذِي خَلَقَ } كل ذي روح { فَسَوَّىٰ } خلقه باليدين والرجلين والعينين والأذنين وسائر الأعضاء { وَٱلَّذِي قَدَّرَ } جعل كل ذكر وأنثى { فَهَدَىٰ } فعرف وألهم كيف يأتي الذكر الأنثى ويقال قدر خلقه حسناً أو دميماُ أو طويلاً أو قصيراً ويقال قدر السعادة والشقاوة لخلقه فهدى فبيَّن الكفر والإيمان والخير والشرك { وَٱلَّذِيۤ أَخْرَجَ } أنبت بالمطر { ٱلْمَرْعَىٰ } الكلأ الأخضر { فَجَعَلَهُ } بعد خضرته { غُثَآءً } يابساً { أَحْوَىٰ } أسود إذا حال عليه الحول { سَنُقْرِئُكَ } سنعلمك يا محمد القرآن ويقال سيقرأ عليك جبريل القرآن { فَلاَ تَنسَىٰ إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ } وقد شاء الله لا تنسى فلم ينس النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك شيئاً من القرآن { إِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلْجَهْرَ } العلانية من القول والفعل { وَمَا يَخْفَىٰ } ما أخفي من السر مما لم تحدث به نفسك بعد { وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَىٰ } سنهون عليك تبليغ الرسالة وسائر الطاعات { فَذَكِّرْ } عظ بالقرآن وبالله { إِن نَّفَعَتِ ٱلذِّكْرَىٰ } العظة بالقرآن وبالله إلا من يخشى من الله وهو المؤمن { سَيَذَّكَّرُ } سيتعظ بالقرآن وبالله { مَن يَخْشَىٰ } الله وهو المسلم { وَيَتَجَنَّبُهَا } يتباعد ويتزحزح عن العظة بالقرآن وبالله { ٱلأَشْقَى } الشقي في علم الله { ٱلَّذِى يَصْلَى ٱلنَّارَ } يدخل النار في الآخرة { ٱلْكُبْرَىٰ } العظمى وليس شيء من العذاب أكبر من النار { ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا } في النار فيستريح { وَلاَ يَحْيَا } حياة تنفعه { قَدْ أَفْلَحَ } قد فاز ونجا { مَن تَزَكَّىٰ } من اتعظ بالقرآن ووحد الله { وَذَكَرَ ٱسْمَ } أمر { رَبِّهِ } بالصلوات الخمس وغيرها { فَصَلَّىٰ } الصلوات الخمس في الجماعة ولها وجه آخر قد أفلح فاز ونجا من تزكى من تصدق بصدقة الفطر قبل خروجه إلى المصلى وذكر اسم ربه هلله وكبره في الذهاب والمجيء فصلى صلاة العيد مع الإمام { بَلْ تُؤْثِرُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } تختارون العمل للدنيا وثواب الدنيا على ثواب الآخرة { وَٱلآخِرَةُ } عمل الآخرة وثواب الآخرة { خَيْرٌ } أفضل من ثواب الدنيا وعمل الدنيا { وَأَبْقَىٰ } أدوم { إِنَّ هَـٰذَا } من قوله قد أفلح إلى ها هنا { لَفِي ٱلصُّحُفِ ٱلأُولَىٰ } في كتب الأولين { صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ } كتاب موسى التوراة وكتاب إبراهيم يعلم الله ذلك.