{ٱسْتَغْفِرْ لَهُمْ} يقول إن تستغفر لعبد الله بن أبي وجد بن قيس ومعتب بن قشير وأصحابهم نحو سبعين رجلاً {أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} سواء عليهم {إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَهُمْ ذٰلِكَ} العذاب {بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ} في السر {وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي} لا يغفر {ٱلْقَوْمَ ٱلْفَاسِقِينَ} المنافين عبد الله بن أبي وأصحابه {فَرِحَ ٱلْمُخَلَّفُونَ} رضي المنافقون {بِمَقْعَدِهِمْ} بتخلفهم عن غزوة تبوك {خِلاَفَ رَسُولِ ٱللَّهِ} خلف رسول الله {وَكَرِهُوۤاْ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ} في طاعة الله {وَقَالُواْ} وقال بعضهم لبعض {لاَ تَنفِرُواْ فِي ٱلْحَرِّ} لا تخرجوا مع محمد صلى الله عليه وسلم إلى غزوة تبوك في الحر الشديد {قُلْ} لهم يا محمد {نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً} جمراً {لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ} يفهمون ويصدقون {فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً} في الدنيا {وَلْيَبْكُواْ كَثِيراً} في الآخرة {جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} يقولون ويعملون من المعاصي {فَإِن رَّجَعَكَ ٱللَّهُ} من غزوة تبوك {إِلَىٰ طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ} من المنافقين بالمدينة {فَٱسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ} إلى غزوة أخرى {فَقُلْ} لهم يا محمد {لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَداً} بعد غزوة تبوك {وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوّاً إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِٱلْقُعُودِ} بالجلوس {أَوَّلَ مَرَّةٍ} في أول مرة من غزوة تبوك {فَٱقْعُدُواْ} عن الجهاد {مَعَ ٱلْخَالِفِينَ} مع النساء والصبيان {وَلاَ تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم} من المنافقين بعد عبد الله بن أبي {مَّاتَ أَبَداً} ويقال على عبد الله بن أبي {وَلاَ تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ} ولا تقف على قبره {إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ} في السر {وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ} منافقون {وَلاَ تُعْجِبْكَ} يا محمد {أَمْوَالُهُمْ} كثرة أموالهم {وَأَوْلاَدُهُمْ} ولا كثرة أولادهم {إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي ٱلدُّنْيَا} وفي الآخرة {وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ} تخرج أرواحهم {وَهُمْ كَافِرُونَ} مقدم ومؤخر {وَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ} من القرآن وأمروا فيها {أَنْ آمِنُواْ بِٱللَّهِ} صدقوا بإيمانكم بالله {وَجَاهِدُواْ مَعَ رَسُولِهِ ٱسْتَأْذَنَكَ} يا محمد {أُوْلُواْ ٱلطَّوْلِ} ذو الغنى {مِنْهُمْ} من المنافقين عبد الله بن أبي وجد بن قيس ومعتب بن قشير {وَقَالُواْ ذَرْنَا} يا محمد {نَكُنْ مَّعَ ٱلْقَاعِدِينَ} بغير عذر.