التفاسير

< >
عرض

سَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ لَكُمْ إِذَا ٱنْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ
٩٥
يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِن تَرْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَرْضَىٰ عَنِ ٱلْقَوْمِ ٱلْفَاسِقِينَ
٩٦
ٱلأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
٩٧
وَمِنَ ٱلأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَماً وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ ٱلدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ ٱلسَّوْءِ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
٩٨
وَمِنَ ٱلأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ ٱللَّهِ وَصَلَوَاتِ ٱلرَّسُولِ أَلاۤ إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ ٱللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
٩٩
وَٱلسَّابِقُونَ ٱلأَوَّلُونَ مِنَ ٱلْمُهَاجِرِينَ وَٱلأَنْصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً ذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ
١٠٠
-التوبة

تفسير القرآن

{ سَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ } عبد الله بن أبي وأصحابه { لَكُمْ إِذَا ٱنْقَلَبْتُمْ } إذا رجعتم من غزوة تبوك { إِلَيْهِمْ } بالمدينة لتعرضوا عنهم { لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ } لتصفحوا عنهم ولا تعاقبوهم { فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ } ولا تعاقبوهم { إِنَّهُمْ رِجْسٌ } نجس قذر { وَمَأْوَاهُمْ } مصيرهم { جَهَنَّمُ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } يقولون ويعملون من الشر { يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْاْ عَنْهُمْ } بالحلف { فَإِن تَرْضَوْاْ عَنْهُمْ } بالحلف الكاذب { فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَرْضَىٰ عَنِ ٱلْقَوْمِ ٱلْفَاسِقِينَ } المنافقين { ٱلأَعْرَابُ } أسد وغطفان { أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً } هم أشد على الكفر والنفاق من غيرهم { وَأَجْدَرُ } أحرى أيضاً { أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ } فرائض ما أنزل الله { عَلَىٰ رَسُولِهِ } في الكتاب { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ } بالمنافقين { حَكِيمٌ } فيما حكم عليهم بالعقوبة ويقال عليم بجهل من ترك التعلم حكيم حكم أن من لا يتعلم العلم يكون جاهلاً { وَمِنَ ٱلأَعْرَابِ } يعني أسد وغطفان { مَن يَتَّخِذُ } يحتسب { مَا يُنفِقُ } في الجهاد { مَغْرَماً } غرماً { وَيَتَرَبَّصُ } ينتظر { بِكُمُ ٱلدَّوَائِرَ } الموت والهلاك { عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ ٱلسَّوْءِ } منقلبة السوء وعاقبة السوء { وَٱللَّهُ سَمِيعٌ } لمقالتهم { عَلِيمٌ } بعقوبتهم { وَمِنَ ٱلأَعْرَابِ } مزينة وجهينة وأسلم { مَن يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } في السر والعلانية { وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ } في الجهاد { قُرُبَاتٍ عِندَ ٱللَّهِ } قربة إلى الله في الدرجات { وَصَلَوَاتِ ٱلرَّسُولِ } دعاء الرسول { أَلاۤ إِنَّهَا } يعني النفقة { قُرْبَةٌ لَّهُمْ } إلى الله في الدرجات { سَيُدْخِلُهُمُ ٱللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ } في جنته { إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ } متجاوز { رَّحِيمٌ } لمن تاب { وَٱلسَّابِقُونَ ٱلأَوَّلُونَ مِنَ ٱلْمُهَاجِرِينَ وَٱلأَنْصَارِ } بالإيمان الذين صلوا إلى قبلتين وشهدوا بدراً { وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ } بأداء الفرائض واجتناب المعاصي إلى يوم القيامة { رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ } بإحسانهم { وَرَضُواْ عَنْهُ } بالثواب والكرامة { وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ } بساتين { تَجْرِي تَحْتَهَا } من تحت أشجارها ومساكنها { ٱلأَنْهَارُ } أنهار الماء والخمر والعسل واللبن { خَالِدِينَ فِيهَآ } مقيمين في الجنة لا يموتون ولا يخرجون منها { أَبَداً ذٰلِكَ } الرضوان والجنان { ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } النجاة الوافرة.