التفاسير

< >
عرض

لاَ أُقْسِمُ بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ
١
وَأَنتَ حِلٌّ بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ
٢
وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ
٣
لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ فِي كَبَدٍ
٤
أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ
٥
يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً
٦
أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ
٧
أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ
٨
وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ
٩
وَهَدَيْنَاهُ ٱلنَّجْدَينِ
١٠
فَلاَ ٱقتَحَمَ ٱلْعَقَبَةَ
١١
وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْعَقَبَةُ
١٢
فَكُّ رَقَبَةٍ
١٣
أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ
١٤
يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ
١٥
أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ
١٦
ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلْمَرْحَمَةِ
١٧
أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ
١٨
وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ ٱلْمَشْأَمَةِ
١٩
عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ
٢٠
-البلد

تفسير القرآن

وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { لاَ أُقْسِمُ } يقول أقسم { بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ } مكة { وَأَنتَ حِلٌّ بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ } يقول قد أحل الله لك في هذا البلد ما لا يحل لأحد قبلك ولا بعدك ويقال وأنت حل نازل بهذا البلد ويقال وأنت في حل مما صنعت في هذا البلد { وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ } فالوالد آدم وما ولد بنوه ويقال الوالد الذي يلد من الرجال والنساء وما ولد الذي لا يلد من الرجال والنساء أقسم الله بهؤلاء الأشياء { لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ } يعني كلدة بن أسيد { فِي كَبَدٍ } معتدل القامة ويقال يكابد أمر الدنيا والآخرة ويقال في كبد في قوة وشدة { أَيَحْسَبُ } أيظن الكافر في قوته وشدته { أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ } يعني على أخذه وعقوبته أحد يعني الله { يَقُولُ } يعني كلدة بن أسيد ويقال الوليد بن المغيرة { أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً } أنفقت مالاً كثيراً في عداوة محمد عليه الصلاة والسلام فلم ينفعني ذلك شيئاً { أَيَحْسَبُ } أيظن الكافر { أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ } لم ير الله صنيعه أنفق أم لا ثم ذكر منته عليه فقال { أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ } ينظر بهما { وَلِسَاناً } ينطق به { وَشَفَتَيْنِ } يضم ويرفع بهما { وَهَدَيْنَاهُ ٱلنَّجْدَينِ } بيَّنا له الطريقين طريق الخير والشر ويقال طريق الثديين { فَلاَ ٱقتَحَمَ ٱلْعَقَبَةَ } يقول هل جاوز تلك العقبة الذي يدعي القوة وهي الصراط { وَمَآ أَدْرَاكَ } يا محمد { مَا ٱلْعَقَبَةُ } هي عقبة ملساء بين الجنة والنار يعجبه بذلك { فَكُّ رَقَبَةٍ } يقول اقتحامها فك رقبة ويقال لا يتجاوز تلك العقبة إلا من قد فك رقبة أعتق نسمة إذا قرأت بنصب الكاف والتاء { أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ } ذي مجاعة وشدة { يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ } ذا قربة { أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ } لاصق بالتراب من الجهد والمسكين الذي لا شيء له { ثُمَّ كَانَ } مع ذلك { مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } فيما بينهم بين ربهم آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وَتَوَاصَوْاْ } تحاثوا { بِٱلصَّبْرِ } على أداء فرائض الله والمرازي { وَتَوَاصَوْاْ } تحاثوا { بِٱلْمَرْحَمَةِ } بالترحم على الفقراء والمساكين { أُوْلَـٰئِكَ } أهل هذه الصفة { أَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ } أهل الجنة الذين يعطون كتابهم بيمينهم { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن كلدة وأصحابه { هُمْ أَصْحَابُ ٱلْمَشْئَمَةِ } أهل النار الذين يعطون كتابهم بشمالهم { عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةُ } مطبقة بلغة طي.