وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى {وَٱلْلَّيْلِ} يقول أقسم الله بالليل {إِذَا يَغْشَىٰ} ضوء النهار {وَٱلنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ} ظلمة الليل {وَمَا خَلَقَ} والذي خلق {ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ إِنَّ سَعْيَكُمْ} عملكم {لَشَتَّىٰ} مختلف مكذب بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن ومصدق بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن وعامل للجنة وعامل للنار ولهذا كان القسم {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ} تصدق بماله في سبيل الله واشترى تسعة نفر من المؤمنين كانوا في أيدي الكافرين يعذبونهم على دينهم فاشتراهم منهم وأعتقهم {وَٱتَّقَىٰ} الكفر والشرك والفواحش {وَصَدَّقَ بِٱلْحُسْنَىٰ} بعدة الله ويقال بالجنة بلا إله إلا الله {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ} فسنهون عليه الطاعة ونستوفقه بالطاعة مرة بعد مرة ويقال الصدقة في سبيل الله مرة بعد مرة وهو أبو بكر الصديق {وَأَمَّا مَن بَخِلَ} بماله عن سبيل الله وهو الوليد بن المغيرة ويقال أبو سفيان بن حرب فلم يكن مؤمناً حينئذ {وَٱسْتَغْنَىٰ} في نفسه عن الله {وَكَذَّبَ بِٱلْحُسْنَىٰ} بعدة الله ويقال بالجنة ويقال بلا إله إلا الله {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَىٰ} فسنهون عليه المعصية مرة بعد مرة والإمساك عن الصدقة في سبيل الله {وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ} الذي جمع في الدنيا {إِذَا تَرَدَّىٰ} إذا مات ويقال إذا تردى في النار {إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَىٰ} للبيان بيان الخير والشر {وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَٱلأُولَىٰ} ثواب الدنيا والآخرة ويقال لنا للآخرة والأولى الآخرة بالثواب والكرامة والأولى بالمعرفة والتوفيق {فَأَنذَرْتُكُمْ} خوفتكم يا أهل مكة بالقرآن {نَاراً تَلَظَّىٰ} تغيظ وتتلهب {لاَ يَصْلاَهَآ} لا يدخلها يعني النار {إِلاَّ ٱلأَشْقَى} في علم الله {ٱلَّذِي كَذَّبَ} بالتوحيد ويقال قصر عن طاعة الله {وَتَوَلَّىٰ} عن الإيمان ويقال عن التوبة {وَسَيُجَنَّبُهَا} يباعد ويزحزح عن النار {ٱلأَتْقَى} التقي {ٱلَّذِى يُؤْتِي مَالَهُ} يعطي ماله في سبيل الله وهو أبو بكر الصديق {يَتَزَكَّىٰ } يريد بذلك وجه الله {وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَىٰ} ولم يعمل ذلك مجازاة لأحد {إِلاَّ ٱبْتِغَآءَ وَجْهِ رَبِّهِ ٱلأَعْلَىٰ} إلا طلب رضا ربه الأعلى أعلى كل شيء {وَلَسَوْفَ يَرْضَىٰ} يعطى من الثواب والكرامة حتى يرضى وهو أبو بكر الصديق وأصحابه.