التفاسير

< >
عرض

يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي ٱلنَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ
٤٨
-القمر

تفسير النسائي

قوله تعالى: { يُسْحَبُونَ فِي ٱلنَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ } [48]
579- أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالدٌ، قال حدثنا ابن جُريجٍ، قال: حدثني يونسُ بن يوسف، عن سليمان بن يسارٍ (قال) تفرق الناسُ على أبي هريرة فقال له ناتلٌ: أيها الشيخُ، حدثني حديثاً سمعتهُ، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم [يقول]:
"أول الناس يُقضى يوم القيامةِ [عليهِ] ثلاثةٌ، رجلٌ استشهد، فأُتي به، فعرفهُ نِعَمَهُ، فعرفها قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلتُ فيك حتى استشهدتُ، قال: كذبت ولكن قاتلت لأن يُقال فلانٌ جريءٌ، قد قيل، ثم أُمر به، فسحب على وجههِ، حتى ألقِيَ في النار، ورجلٌ تعلَّم العلم وعلَّمهُ وقرأ القرآن، فأُتي به؛ فعَّرفهُ نِعمهُ، فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمتُ العلم وعلمتهُ، وقرأتُ (فيك) القرآن، قال: كذبت، ولكن تعلَّمت العلم، ليُقال عالمٌ، وقرأت القرآن، ليقال قاريءٌ، فقد قيل، ثم أُمر به، فسُحب على وجهه، حتى أُلقي في النار، ورجلٌ وسعَ اللهُ عليه، وأعطاهُ من أصناف المالِ كُلِّهِ، فأُتي به، فعرَّفه نعمهُ، فعرفها، قال: ما عملت/ فيها؟ قال: ما تركتُ من سبيلٍ تُحبُّ أن ينفق فيها، إلاَّ أنفقتُ فيها لك، قال: كذبت، ولكن فعلتَ (كيْ يُقال) جوادٌ، فقد قيل، ثمُ أُمر بهِ، فسُحِبَ على وجههِ، حتَّى أُلقي في النَّارِ" .