قولُهُ: { إِذَا جَآءَكُمُ ٱلْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ } [10]
606- أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني يونسُ: قال ابن شهابٍ، قال: وأخبرني عُروةُ بن الزُّبير، أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: "كان المؤمنات إذا هاجرن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يُمتحَنَّ بقول الله [عزَّ وجلَّ] { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِذَا جَآءَكَ ٱلْمُؤْمِنَاتُ } [12] الآيةُ، قالت عائشةُ: فمن أقرَّ بهذا من المؤمنات، فقد أقرَّ بالمحنةِ. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقررن بذلك (من قولهنَّ) قال لهن النبيُّ صلى الله عليه وسلم: انطلقن، فقد بايعتُكنَّ، ولا واللهِ: ما مسَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأةً [قَطُّ] غير أنهُ يُبايعهنُّ بالكلامِ. قالت: عائشة: والله ما أخذ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم (على النِّساء) قطُّ إلاَّ بما أمرهُ اللهُ، وكان [يقول] إذا أخذ عليهن قال: قدْ بايعتُكنَّ - كلاماً" .
607- أخبرنا أحمدُ بنُ حرب، قال: حدثنا أبو مُعاوية، عن عاصمٍ، عن حفصة، عن أُمِّ عطيَّةَ، قالت: لمَّا نزلت هذه الآيةُ { ذَا جَآءَكَ ٱلْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ } [12] إلى قوله { وَلاَ يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ } [12] قالت: كان منهُ النِّياحةُ، فقلتُ: إلاَّ آل فُلانٍ، فإنهم [قد] كانوا أسعدوني في الجاهلية، فلا بُدَّ لي من أن أُسعدهُم، قال: "إلاَّ آل فلانٍ".
قوله: { إِذَا جَآءَكَ ٱلْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ } [12]
608- أخبرنا قُتيبةُ بن سعيدٍ، قال: حدثنا سُفيانُ، عن الزُّهري، عن أبي إدريس الخولانيِّ، عن عبادة بن الصامتِ، قال: "كُنَّا عند النبي صلى الله عليه وسلم في مجلسٍ فقال: تُبايعوني على أن لا تُشركوا باللهِ شيئاً، ولا تسرقوا، ولا تزنوا - قرأ عليهم الآيةَ فمن وفَّى منكم فأجرهُ على اللهِ، ومن أصاب [منكم] من ذلك شيئاً/ فسترهُ الله عليه، فهو إلى الله إن شاء عذَّبهُ وإن شاء غفرَ لهُ" .
609- [قال] الحارثُ بنُ مِسكينٍ قِراءةً عليه، [وأنا أسمع] عن ابن القاسمِ، قال: أخبرنا مالكٌ، عن محمد بن المُنكدرِ، عن أُميمة بنت رقيقة، قالت: "أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسوةٍ، نُبايعُهُ على الإسلام، فقلت: يا رسول الله، هلمّ نُبايعك على أن لا نُشرك باللهِ شيئاً ولا نسرقَ، ولا نزني، ولا نأتي ببهتانٍ، نفتريهِ بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيك في معروفٍ فقال: فيما استطعتُن وأطقتُنَّ فقلنا: اللهُ ورسوله أرحم بنا منَّا بأنفسنا. هلُمَّ نُبايعك يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنِّي لا أُصافحُ النِّساء، إنما قولي لِمائةِ امرأةٍ كقولي لاِمرأةٍ واحدةٍ. [أو/ مثلُ قولي لاِمرأةٍ واحدةٍ]" .