التفاسير

< >
عرض

هُمُ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ لاَ تُنفِقُواْ عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّواْ وَلِلَّهِ خَزَآئِنُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلَـٰكِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ لاَ يَفْقَهُونَ
٧
يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَآ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ ٱلأَعَزُّ مِنْهَا ٱلأَذَلَّ وَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَـٰكِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ
٨
-المنافقون

تفسير النسائي

قولهُ: { ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ لاَ تُنفِقُواْ عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّواْ } [7]
617- أخبرنا محمدُ بن بشارٍ، قال: حدثنا محمدُ بن جعفرٍ [وابن أبي عديٍّ]، قالا: حدثنا شعبةُ، عن الحكمِ، عن محمد بن كعبٍ القُرظيِّ، عن زيد بن أرقم، قال:
"كنتُ/ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوةِ تبوك فقال: عبد الله بنُ أُبي: { لَئِن رَّجَعْنَآ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ ٱلأَعَزُّ مِنْهَا ٱلأَذَلَّ } [8] فأتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فحلف عبدُ الله أنه لم يذكر شيئاً ولامني قومي وقالوا: ما أردت إلى هذا؟ فأرسل إليَّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله [عزَّ وجلَّ] قد أنزل عُذرك، فنزلت هذه الآيةُ { ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ لاَ تُنفِقُواْ عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّواْ } - حتى بلغ - { لَئِن رَّجَعْنَآ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ ٱلأَعَزُّ مِنْهَا ٱلأَذَلَّ }" .
قولهُ: { لَئِن رَّجَعْنَآ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ ٱلأَعَزُّ مِنْهَا ٱلأَذَلَّ } [8]
618- أخبرنا أبو داود، قال: حدثنا الحسنُ - يعني ابن محمد بن أعين، قال: نا زهيرٌ، قال: حدثنا أبو إسحاق أنه سمع زيد بن أرقم يقول:
"خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفرٍ أصاب الناس فيه شدَّةٌ، فقال عبد اللهِ بنُ أُبيٍّ: - وأنا أسمعُهُ - لأصحابه { لاَ تُنفِقُواْ عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّواْ } [7] من حولِهِ وقال { لَئِن رَّجَعْنَآ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ ٱلأَعَزُّ مِنْهَا ٱلأَذَلَّ } قال: فأتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرتهُ ذلك، فأرسل إلى عبد الله بن أُبيٍّ، فسألهُ فاجتهد يمينهُ، قالوا: كذب زيدٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوقع في نفسي ممَّا قالوا شدةٌ حتى أنزل اللهُ عزَّ وجلَّ تصديقي في { إِذَا جَآءَكَ ٱلْمُنَافِقُونَ } [المنافقون: 1] قال: ودعاهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم ليستغفر لهم فلوَّوا رُؤُوسهم" .
619- أخبرنا محمدُ بنُ منصورٍ، عن سُفيان، عن عمرو، قال: سمعتُ جابراً يقولُ: "كُنَّا مع (رسولِ اللهِ) صلى الله عليه وسلم في غزاةٍ فكسعَ رجلٌ من المهاجرين رجلاً من الأنصار، فقال المُهاجريُّ: يا للمُهاجرين وقال الأنصاريُّ: يا للأنصارِ، فسمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما بال دعوى الجاهليةِ فقالوا: يا رسول اللهِ كَسَعَ رجلٌ من المهاجرين رجُلاً من الأنصار. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دَعُوهَا/ فإنها مُنتنةٌ، (فبلغ) ذلك عبد اللهِ بن أُبيِّ بن سلولٍ فقال: أَفَعَلُوها؟ { لَئِن رَّجَعْنَآ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ ٱلأَعَزُّ مِنْهَا ٱلأَذَلَّ } [8] فقال عُمر: دعني أضربْ عُنُق هذا قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: لايَتَحَدَّثَنَّ الناسُ أن محمداً - صلى الله عليه وسلم - يَقْتُلُ أصحابهُ" .