التفاسير

< >
عرض

ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي أَنْزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ ٱلْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا
١
قَيِّماً لِّيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً
٢
-الكهف

تفسير عبد الرزاق الصنعاني مصور

1649- حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمرن عن قتادة، عن عِكْرِمة قال: كانَ أصْحَابُ الكهْفِ أبناء مُلُوك والرُّوم، فضرَبَ الله على صَفَحَاتهم، ورزقهم الله الإسْلاَمَ، فتعوَّذوا بدينهم واعْتَزَلُوا قَوْمَهم، حتى انَتَهوا إلى الكَهْفِ، فَضَرَب الله على [سُمُخاتهم]، فلبثوا دهراً طويلاً، حتى هلكت أمتُهم، وجاءت أمة مسلمة، وكان ملكهم مسلماً فاختلفوا في الروج والجسد، فقال قائل: تبعث الروح والجسد جميعاً، وقال قائل: تبعث الروح، فأما الجسد فتأكله الأرضُ ولا يكونُ شيئاً، فشَقَّ على مَلِكِهم اختلافهُم، فانطلق فَلبِسَ المسوح وجَلَسَ على الرماد ثم دعا الله فقال: أي رب، قد ترى اختلاف هؤُلاء، فابعث إيهم آية تبين لهم، فبعث الله أصحاب الكهف فبعثوا أحدهم، يشتري لهُم طعاماً، فدخل السوق فجَعَل ينكِرُ الوُجوه، ويعرف الطرق، ورأى الإيمان بالمدينة ظاهراً، فانْطَلَق وهُوَ مستخفٍ، تحى أتلا رجُلاً يشتيري منه طعاماً، فلما نظر الرَّجُل إلى الوَرقَ أنكرها، وقال حسبت أنه قال: كأنَّهَا أخفاف الرتع: يعني الإبل الصغار فقال له الفتى: أليس ملككم فلان، فقال الرجل: بل ملكنا فلان، فلم يزل ذلك بينهما حتى رفعه إلى الملك، فأخبره الفتى خبر أصحابه، فعبث الملك في النار، فجمعهم فقال: إنكم قد اختلفتم في الروح والجسد، وإن الله قد بعث لكم آية، فهذا رجل من قوم فلان - يعني ملكهم الذي مضى -. فقال الفتى: انطلقوا بي إلى أصحابي، فركب الملك، وركب معه الناس. حتى انتهى إلى الكهف، فقال الفتى: دعوني أجخل إلى أصحابي. فلما أبصروه وأبصرهم، ضُرِبَ على آذانهم، فلما استبطأوه، دخل الملك، ودخل الناس معه، فإذا أجساد لا يُنْكر منها شيئاً، غير أنها لا أرواح فيها. فقال الملك: هذه آية بعثها الله لكم. عبد الرزاق، قال معمر عن قتادة، عن ابن عباس قال: كنت مع [حبيب بن مسلمة]، فمروا بالكهف، فإذا فيه عظام، فقال رجل: هذه عظام أهل الكهف؟ فقال ابن عباس: لقد ذهبت عظامهمه منذ أكثر من ثلاث مائة سنة.
1650- عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: { وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا * قَيِّماً }: [الآية: 1-2]، قيِّماً ولم يجعل له عوجاً.