التفاسير

< >
عرض

أَوْ كَٱلَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِـي هَـٰذِهِ ٱللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ ٱللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَٱنْظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَٱنْظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَٱنْظُرْ إِلَى ٱلعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
٢٥٩
-البقرة

تفسير عبد الرزاق الصنعاني مصور

310- عبد الرزاق، قال: حدثنا عبد الصمد بن معقل، أنه سمع وهب بن منبه يقول: إنَّ أرميا لما خُرِّبَ بيت المقدس، وحُرِّقَتِ الكتب وقف في ناحيةِ الجبل، فقال: { أَنَّىٰ يُحْيِـي هَـٰذِهِ ٱللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ ٱللَّهُ مِئَةَ عَامٍ }: [الآية: 259]، ثم ردَّ اللهُ مَنْ رَدَّ من بني إسرائيل، على رأس سبعين سنة من حين أماتَهُ الله، فعمروها ثلاثين سنة تمام المائة، فلمَّا تمت المائة ردَّ اللهُ إليْهِ روحَهُ وقد عمرت، وهِيَ على حالها الأول. قال: فجَعَلَ ينظر إلى العظام كيف يلْتئِم بَعْضُها إلى بَعْضٍ، ثم نَظَرَ إلى العظام تُكْسَى عَصباً ولحماً، { فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }: [الآية: 259]، فقال: الله: { فَٱنْظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ }: [إلآية: 259]، قال: وكان طعامه تيناً في مِكْتَلٍ، وقُلَّة فيها ماء. قال: ثم سلط الله تعالى الوصب، فَلمَّا أراد أن يردَّ عليهم التابوت، أوْحى الله تعالى إلى نبي من أنبيائهم: إمَّ دانْيَال وإمَّا غيره: إن كنتم تريدون أن يرفَعَ الله عنكم العرض، فأخْرِجوا عنكم هذا التابوت، قالوا: بآية ماذا؟ قال: بآيةِ أنكم تأتون ببقرتين صعبتين، لم تَعْمَلا عملاً قط، فإذا نظرتما إليهما وضَعَتا بأعْناقهمَا للنِّير حتَّى يُشَدُّ علَيْهما، ثم يُشدّ التابوت على عجل ثم يعلق على البقرتين، ثم يخلَّيان فتسيران حيث يريد الله أن يبلغُهُما، ففعلوا ذلكَ، وَوَكَّلَ الله بهما أربعة مِنَ الملائكة يسُوقونهما، فَسَارَتِ البقرتان بها سَيْراً سريعاً حتى إذا بلغتا طرف القُدْس كسرتا نيرهما، وقطعتا حبالهما، وتركتاها وذهبتا، فَنَزَل إليها داود ومن معه، فلمَّا رأى داود التابوت حَجَل إليها فرحاً بها.
قال: فقلنا لوهب بن منبه، ما حَجل إليها؟ قال: شبيهاً بالرقص، فقالت له امرأته: لقد خفضت حتى كاد الناس أن يمقُتُوكَ بِمَا صَنَعْتَ! فقالَ: أتبطئيني عن طاعةِ ربي! لا تكونين لي زوْجةً بعدها أبداً، ففارقها.
311- قال عبد الرزاق، قال بكار، وسمعت وبهاً يقول: لما ردَّ الله بني إسرائيل إلى مدينتهم، وكان بُخْت نصّر أحَرَقَ التَّورَاةَ أمَر الله ملكاً، فجاء بمغرفةٍ من نور فقذفها في عزير فنسخ التوراة حرفاً بحرف، حتى فرغ مِنْهَا.
312- حدثنا بكار بن عَبْدِ الله، قال: سألنا وهب بن منبه عن تابوت مُوسَى، ما كان فِيهَا وما كانت؟ فقال: كانت نحواً من ثلاثة أذرع في ذراعين، فقُلْنا ما كَانَ فيهَا؟ قال: عصا موسى والسّكينة. فقيل له: ما السكينة؟ قال: روح من الله تعالى يَتَكَلَّم، إذا اختلفوا في شيء تكلم فأخبرهم [ببيان ما يريدون].
313- عبد الرزاق، قال: حدثنا الثوري، عن سلمة بن كُهَيْل، عن أبي الأحوص، عن عليّ، قال: السكينة لها زوجه كوجه الإنسان، ثم هي بعد ريح هفافة.
314- عبد الرزاق، قال: حدثنا الثوري، عن ابن نجيح، عن مجاهد، قال: لها جناحان وذنب مثل ذنب الهرة.
329- عبد الرزاق، قال: حدّثنا معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: { أَنَّىٰ يُحْيِـي هَـٰذِهِ ٱللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا }: [الآية: 259]، قال هو عُزَيْرٌ مَرَّ على قَرْيَةٍ خَرِبة فتعجَّب فقال: أنَّى يُحيي هذه الله بعد موتِهَا! فأماته الله أول النهار فلبث مائة عام ثم بعثه في آخر النهار فقال: كم لبثت؟ فقال: يوماً أو بْعض يوم قال: بل لبثت مائة عام.
330- عبد الرزاق، قال: حدّثنا معمر، عن قتادة في قوله تعالى: { لَمْ يَتَسَنَّهْ }: [الآية: 259]، قال: لم يتغيَّر.
331- عبد الرزاق، قال: سمعت هشام بن حسَّان يُحَدِّث عنْ محمد بن سيرين: أنَّ زيد بن ثابت كان يقرأها { كَيْفَ نُنْشِزُهَا }: [الآية: 259].
336- عبد الرزاق، قال: حدّثنا معمر عن قتادة والحسن، في قوله تعالى: { نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً }: [الآية: 259]، قالا: بلغنا أن أوَل ما خُلِقَ من عُزَيْر خلق عَيْناه. فكان يَنْظر إلى عظامه، كيف تجمع إليه وإلى لحمه.
339- عبد الرزاق، قال: حدّثنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، قال: سمعت ابن عباس يقول: { فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }: [الآية: 259]، قال: إنما قيل له ذلك.