التفاسير

< >
عرض

لَّيْسَ عَلَى ٱلأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى ٱلأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى ٱلْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُواْ مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ ءَابَآئِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَٰتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَٰنِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَٰتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَٰمِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّٰتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَٰلِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَٰلَٰتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَّفَاتِحهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُواْ جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُواْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ مُبَٰرَكَةً طَيِّبَةً كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلأيَٰتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
٦١
-النور

تفسير عبد الرزاق الصنعاني مصور

2065- حدّثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر، في قوله تعالى: { لَّيْسَ عَلَى ٱلأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى ٱلأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى ٱلْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُواْ }: [الآية: 61]، قالت للزهري: ما بال الأعمى ذكر ههنا، والأعرج والمريض؟ قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله، أن المسلمينَ كانوا إذا غزوا خلفوا زُمَنَاءهُمْ، وكانوا يدفعون إليهم مفاتيح أبوابهم ويقولون قد أحللنا لكم أن تأكلوا مما في بيوتنا. فكانوا يَتَحَرَّجُون من ذلِكَ، يقولون: لا ندخلها وهم غيب، فأنزلت هذه الآية رخصةً لهم.
2066- عبد الرزاق، عن معمر، عن مطر الوراق، قال: كنّا نحمل غَداءنا وعشاءنا إلى منزل سعيد بن أبي عروبة، فنأكل عنده.
2067- حدّثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: كان الرجل يذهب بالأعمى أو الأعرج أو المريض إلى بيت أخيه (أو بيت أبيه أو بيت أخته)، أو عَمَّتِهِ أو خاله، أو خالته، فكان الزمنى يَتَحَرَّجُونَ مِنْ ذلِكَ، يقولون: إنما يذهبون بنا إلى بيوت غيرهم فنزلت هذه الآية رخصةً لهم.
2068- حدّثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: { أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَّفَاتِحهُ }: [الآية: 61]، مما يخترن يا ابن آدم { أَوْ صَدِيقِكُمْ }: [الآية: 61]، قال: إذا دخلت بيت صديقك من غير مؤامرته، لم يكن بِذلكَ بأس.
2069- قال معمر، وقال قتادة، عن عِكْرِمة: إذا ملك الرجل المفتاح فهو خازن، فلا بأس أن يطعم الشيء اليسير، قال معمر، ودخلت على قتادة، فقلت له: اشرب من هذا الجبّ، لجب فيه ماء، فقال: أنت لنا صديق.
2070- عبد الرزاق، عن معمر، عن الكلبي، في قوله تعالى: { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُواْ جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً }: [الآية: 61]، قال: كانوا إذا اجتمعوا ليأكلوا طعاماً، عزلوا الأعمى على حدة، والأعرج على حدة، والمريض على حدة، كانوا يتحرجون أن يتفضلوا عليهم، فنزلت هذه الآية رخصة لهم { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُواْ جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً }.
2071- قال عبد الرزاق، قال معمر، وقال قتادة نزلت: { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُواْ جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً }: [الآية: 61]، في حَيٍّ من العرب، كان الرجل منهم لا يأكل طعامه وحده، وكان يحمله بعض يوم، حتى يجد من يأكل معه. قال معمر: وأحسبه ذكر أنَّهم من بني كنانة.
2072- عبد الرزاق، عن معمر، عن الزّهري، وقتادة، في قوله تعالى: { فَسَلِّمُواْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ }: [الآية: 61]، قالا: بيتك إذا دخلته، فقل: سلام عليكم.
2073- حدّثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا الثَّوري، عن أبي سنان، عن مَاهَان في قوله تعالى: { فَسَلِّمُواْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ }: [الآية: 61]، إذا دَخَلْتَ بيتاً لَيْسَ فيه أحدٌ فقل: سلامٌ علينا من رَبِّنا.
2074- حدّثنا عبد الرزاق، قال: أخبرني الثوري، عن عبد الكريم بن أبي أمية، عن مجاهد، قال: إذا دخلت بيتاً ليس فيه أحَدٌ فقُلْ: بسم الله، والحمد لله، السَّلاَمُ علينا من رَبِّنا، سلامٌ علينا وعلى عباد الله الصالحين.
2075- حدّثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر، عن عمرو بن دينار عن ابن عباس، في قوله تعالى: { فَسَلِّمُواْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ }: [الآية: 61]، قال: هو المسجد، إذا دخلته فقل: سَلامٌ علينا وعلى عباد الله الصالحين.
2076- حدّثنا عبد الرزاق، عن معمر، والحسن، والكلبي في قوله: { فَسَلِّمُواْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ }: [الآية: 61]، قال: يُسَلِّم بعضكم على بعض كقوله:
{ وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَنْفُسَكُمْ } ؛ [النساء: 29].