التفاسير

< >
عرض

بَلِ ٱلسَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَٱلسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ
٤٦
-القمر

تفسير عبد الرزاق الصنعاني مصور

3070- عبد الرزاق، قال: أخبرني مَعْمر، قال: أخبرني ناس من أصحابي رفعوا الحديث إلى بعض أهل الكوفة، قال: مرَّ عمر على رجل أعمى مُقْعد، فَسَأَل عَنْهُ: مَنْ هو؟ قالوا: هذا الذي أهله بُرَيْق، قال: إنَّ بُرَيْقاً لَقَبٌ، ولكن ادعوا لي عياضاص، فَدُعِيَ له، فقال: أخبرني ما شأن هذا؟ فقال: إنَّ بني الصفا كنت تزوجت فيهم امرأة، فأرادجوا ظُلْمِي وانتزاعها مني فناشدتهم الله؛ فأبوا، فتركتهم حتى إذا دَخَلَ رجب مضر - شهر الله الأصمّ - قلت:

اللهم إني أدْعوك دعاءً جاهِداً على بني الصفا، إلا واحداً
أكسر الرجل فذره قاعداً أعْمَى، إذ قيد يُعَنَّى القايدا

فهلكوا كهلم إلا هذا، فهو أعمى مقعد، فقال عمر: والله إن هذا لعجب؛ فقال رجل من القوم: أفَلاَ أخبرك يا أمير المؤمنين بما هو أعجب من هذا: إنِّي وَرِثْتُ أبي، فأراد عَمٌّ لي وَبَنُوه أنْ ينتزعوا مَالِي، فناشدتهم الله والرَّحِم، فَأَبوا إلاَّ أخذه، فانتظرت حتى إذا دخل رجب مضر - شهر الله الأصم، قلت:

اللهم إنَّ الجاعي أبا نقاصف لم يعطني الحقّ ولم يُناصِف
فاجمع له الأحبة المَلاطِفْ بين فِراقٍ ثَمَّ والنّواصِف

فبينما هم يحفرون حُفَيْرَة لهم (انهارت بهم)، فهلكوا أجمعون؟ فقال عمر: واللهِ إن هذا لعجب، فقال رجل: أفلا أخبرك بأعجب من هَذَا يا أمير المؤمنين، إن ناساً من بني المؤم ظلموني في كذا وكذا؛ فناشدتهم الله فأبوا، فانتظرت بهم حتى إذا دخل رجب مضر - شهر الله الأصم - فقلت:

الله أزلهم عن بني مُؤمّل وَارمِ على أقفاهم بمَنْكلْ
بصخرةٍ أو عارض جيشٍ جَحْفَل إلا رياحاً، إنه لم يفعلْ

فنزلوا في أصل الجبل وهم في سفر فانقضَّت عليهم صخرة فقتلتهم وركابهم إلاّ رياحاً، فقال عمر: والله إن هذه لعجب، فقال رجل من جلسائه: فهذا كانَ في أهل الجاهلية، يُسْتَجَابُ لهم في شِرْكِهم، فكيف بمن يظلم المسلمين! فقال عمر: إن هذه حواجز كانت تكون بينهم، وإنَّ مَوعِدَكم الساعة { وَٱلسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ }: [الآية: 46]،.