التفاسير

< >
عرض

كَمَثَلِ ٱلشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ ٱكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّنكَ إِنِّيۤ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلْعَالَمِينَ
١٦
-الحشر

تفسير عبد الرزاق الصنعاني مصور

3194- قال عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، قال: كَانَ رَجُلٌ من بني إسرائيل، وكان عابداً وكان ربما داوى المجانين، وكانت امرأة جميلة أخذها الْجُنُون، فجيء بها إليه، فتُرِكَت عنده، فأعجبته، فوقع عليها فَحَمَلَتْ، فجاءه الشيطان فقال: إنْ عُلِمَ بهذا افْتُضِحْتَ فاقْتُلْها، وادْفِنْهَا في بيتك، فقلتها ودفنها في بيته، فجاء أهلها بعد ذَلِكَ بِزَمَانٍ يسألونه عَنْهَا، فقال: ماتت، فلم يتهموه لصلاحه فيهم، ورضاه، فجاءهم الشيطان فقال: إنها لمت تمت، وكنه وقع عليها، فَحَمَلَت فقلتها ودفنها، وهي فيب بيته في مكَانَ كذا وكذا، فجاء أهلها؛ فقالوا: ما نتهمك، ولكن أخبرنا أين دفنتها؟ ومن كَانَ مَعَكَ؟ ففتشوا بيته، فَوَجَدُوهَا حيث دَفَنَها، فأُخِذَ فسُجنَ فجاء الشيطان فقال: إن كنت تريد أن أَخَلِّصك مما أنت فيه وتخرج منه، فَاكْفُر باللهِ، فأطاع الشيطانَ وَكَفَرَ، فأُخِذَ فَقَتِلَ؛ فتبرأ منه الشيطان حنيئذٍ، قال: طاوس: فما أعلم إلا أنَّ هذه الآية أُنزلت فيه. { كَمَثَلِ ٱلشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ ٱكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّنكَ إِنِّيۤ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلْعَالَمِينَ }: [الآية: 16].
3195- حدثنا عبد الرزاق، عن الثَّوري، عن أبي إسحاق، عن ثميك بن عبد الله السلولي، عن عليّ أنَّ رَجُلاً كَانَ يتعبد في صومعة، وأن امرأة كان لها إخوة، فعرض لها شيء، فأتوه بها فزينت له نفسه فوقع عَلَيْهَا فحملت منه، فجاء الشيطان فقال له: اقتلها، فإنهم إنْ ظَهَرُوا عليك افتضحت. فقتلها ودفنها. فجاءُوهُ فأخذوه فَذََهَبُوا به، فبينما هم يمشون إذا جاء الشيطان فقال: إنا الذي زينت لك، فاسجد لي أنجك. قال فسجد له فذلك قوله: { كَمَثَلِ ٱلشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ ٱكْفُرْ ... }: [الآية: 16].