التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَآءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِٱلْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُواْ بِمَا جَآءَكُمْ مِّنَ ٱلْحَقِّ يُخْرِجُونَ ٱلرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِٱلْمَوَدَّةِ وَأَنَاْ أَعْلَمُ بِمَآ أَخْفَيْتُمْ وَمَآ أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ
١
إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُواْ لَكُمْ أَعْدَآءً وَيَبْسُطُوۤاْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِٱلسُّوۤءِ وَوَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ
٢
لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
٣
قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِيۤ إِبْرَاهِيمَ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُواْ لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءآؤُاْ مِّنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ٱلْعَدَاوَةُ وَٱلْبَغْضَآءُ أَبَداً حَتَّىٰ تُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ وَحْدَهُ إِلاَّ قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَآ أَمْلِكُ لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ ٱلْمَصِيرُ
٤
رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ وَٱغْفِرْ لَنَا رَبَّنَآ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ
٥
لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو ٱللَّهَ وَٱلْيَوْمَ ٱلآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْغَنِيُّ ٱلْحَمِيدُ
٦
عَسَى ٱللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ ٱلَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً وَٱللَّهُ قَدِيرٌ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
٧
-الممتحنة

تفسير عبد الرزاق الصنعاني مصور

3198- عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، في قوله تعالى: { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَآءَ }: [الآية: 1]، "إنها نزلت في حاطب بن أبي بلتعة، قال: كتب إلى كفار قريش كتاباً ينصح لهم فيه، فأطْلَعَ الله نبيه صلى الله عليه وسلم على ذَلِكَ، فأرسل عَلِيّاً والزبير، فقال: اذهبا، فإنكما ستدركان امرأة في مكان كذا وكذا، فأتياني بكتاب معها فانطلقا حَتَّى أَدْرَكَاهَا، فقالا: الكتابُ الذي معكِ؟ قالت: ما معي كتاب، قالاَ: واللهِ لا نَدَع عليك شيئاً إلا فتشناه أو تخرجينه، قال: أَوَلَسْتُمَا مُسْلِمَيْن؟ قالاَ بلى، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أنَّ معكِ كتاباً فقد أيقنت أنفسنا أنه معكِ، فلما رأت جدّهما أخرجت كتاباً من قرونها، فذهبا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإذا فيه: مِنْ حاطب بن أبي بلتعة إلى كفار قريش، فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أَنْتَ كتبت هذا الكتاب؟ قال: نعم؟ قالَ: ومَا حَمَلَكَ على ذلك؟ قال: أما والله، ما ارتبت في الله منذ أسلمت، ولكني كنت امرءاً غريباً فيكم أيها الحي من قريش، وكان لي بمكة مال وبنونَ، فأردت أن أدفع عنهم بذلك، فقال عمر: اِئذَن لي يا نبي الله فأضرب عنقه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مَهلاً يا عمر بن الخطاب، إنه قد شَهِدَ بدْراً وَمَا يدريك؟ لعلَّ الله قد أطلع إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فإن غافِرٌ لكم" .
3199- قال عبد الرزاق، قال معمر، قال الزهري: وفيه نَزَلَت: { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَآءَ ... }: [الآية: 1]، حتى بلغ { غَفُورٌ رَّحِيمٌ }: [الآية: 7].
3200- حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: { إِلاَّ قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ }: [الآية: 4]، يقول: فلا تأتسوا بذلك، فإنه كَانَ عن موعد، وأتسوا بأمره كلّه.