التفاسير

< >
عرض

ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً
١١
-المدثر

تفسير عبد الرزاق الصنعاني مصور

3384- حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن رجل، عَنْ عِكْرِمة: أَنَّ الوليد بن المغيرة جاءَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقرأ عليه القرآن، فكأنَّه رق له فبلغ ذلك أبا جهل، فأتاه، فقال له: أيْ عم، إنَّ قَوْمَكَ يُريدُونَ أن يجمعوا لك مالاً، قال: وَلِمَ؟ ق ال: ليعطوكه، فإنك أتيت محمداً لتعرض لما قبله، قَالَ: قد عَلِمَتْ قريش أني منْ أكثرها مالاً، قال: فقل فيه قولاً يبلغ قومك أَنَّكَ مُنْكِرٌ لِمَا قَالَ، وأنك كارهٌ له، قال: وماذا أقول فيه، فوالله ما منكم رجل أعلم بالأشعارِ مني ولا أعلم برجزه، ولا بقصيدة وَلاَ بأشعار الجن مني، فوالله ما يشبه الذي يقُولُ شيئاً مِنْ هذا، والله إن لقوله الذي يَقُولُ لحَلاوة، وإن عليه لَطُلاَوة، وإنه لمثمر أعلاه، مغدق أسفله، وإنه ليحطم ما تحته، وإنه ليعلو ومَا يُعْلى. فقال: قد والله لا يَرْضَى عنك قومُكَ حتَّى تقُول فيه، قال: فَدَعْنِي حتَّى أفكر فيه قال: فلمَّا فكر، قال: { هَـٰذَآ ... سِحْرٌ يُؤْثَرُ } : [الآية: 24]، أيْ يأثره عن غيره، فنزلت فيه: { ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً }: [الآية: 11].