التفاسير

< >
عرض

هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ ٱلشَّمْسَ ضِيَآءً وَٱلْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلْحِسَابَ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ ذٰلِكَ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ يُفَصِّلُ ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
٥
-يونس

محاسن التأويل

{ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء } للعالمين بالنهار: { وَالْقَمَرَ نُوراً } أي: لهم بالليل، والضياء أقوى من النور: { وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ } الضمير لهما، بتأويل كل واحد منهما، أو للقمر، وخص بما ذكر، لكون منازله معلومة محسوسة، وتعلق أحكام الشريعة به، وكونه عمدة في تواريخ العرب: { لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ } أي: حساب الشهور والأيام، مما نيط به المصالح في المعاملات والتصرفات: { مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ } أي: بالحكمة البالغة: { يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } أي: يبين الآيات التكوينية أو التنزيلية المنبهة على ذلك لقوم يعلمون الحكمة في إبداع الكائنات، فيستدلون بذلك على وحدة مبدعها.
قال السيوطي: هذه الآية أصل في علم المواقيت والحساب ومنازل القمر والتاريخ.
ثم نبه للاستدلال على وحدانيته سبحانه أيضاً بقوله:
{ إِنَّ فِي اخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ ... }.