التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ
٦
وَإِنَّهُ عَلَىٰ ذَلِكَ لَشَهِيدٌ
٧
وَإِنَّهُ لِحُبِّ ٱلْخَيْرِ لَشَدِيدٌ
٨
-العاديات

محاسن التأويل

{ إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ } أي: كفور يكفر نعمه ولا يشكرها، أي: لا يستعملها فيما ينبغي ليتوصل بها إليه.
قال الهايميّ: أي: لكفور، فيوجب قتله بهذه الخيول وقهره بهذاالغضب. وعن أبي أمامة: الكنود الذي يأكل وحده، ويضرب عبده، ويمنع رفده.
{ وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ } أي: وإن الْإِنْسَاْن على كنوده لشهيد يشهد على نفسه به، لظهور أثره عليه. فالشهادة مستعارة لظهور آثار كفرانه وعصيانه بلسان حاله.
قال القاشاني: لشهادة عقله ونور فطرته إنه لا يقوم بحقوق نعم الله، ويقصر في جنب الله بكفرانه.
{ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ } أي: وإنه لحب المال والدنيا وإيثارها لقويّ، ولحب تقوى الله وشكر نعمته ضعيف متقاعس، وإنهُ لحب الخير الموصل إلى الحق شديد منقبض، غير هش منبسط. أو اللام للتعليل، أي: إنه لأجل حب المال بخيل، فلذلك يحتجب به غارزاً رأسه في تحصيله وحفظه وجمعه ومنعه، مشغولاً به عن الحق، معرضاً به عن جنابه.