التفاسير

< >
عرض

فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُوۤاْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَٰبَتِ ٱلْجُبِّ وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَـٰذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ
١٥
-يوسف

محاسن التأويل

{ فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ } أي: بعد مراجعة أبيهم في شأنه: { وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ } فيه تعظيم لما أزمعوا؛ إذ أخذوه ليكرموه، ويدخلوا السرور على أبيه، ومكروا ما مكروا { وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا } أي: أعلمناه بإلقاء في روعه، أو بواسطة ملك عند ذلك تبشيراً له، بأنك ستخلص مما أنت فيه، وتحدثهم بما فعلوا بك.
وقوله: { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } إما متعلق بـ ( أوحينا ) أي: أوحينا إليه ذلك وهم لا يشعرون؛ إيناساً له، وإزالة للوحشة، أو حال من الهاء في ( لتنبئنهم )، أي: لتحدثنهم بذلك وهم لا يشعرون أنك يوسف، لعلو شأنك، كما سيأتي في قوله تعالى:
{ { فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ } [يوسف: 58].
روي أنهم نزعوا قميص يوسف الموشى الذي عليه، وأخذوه، وطرحوه في البئر، وكانت فارغة لا ماء بها، وجلسوا بعدُ يأكلون ويلهون إلى المساء.
وجواب ( لما ) في الآية محذوف، مثل فعلوا ما فعلوا، أو طرحوه فيها. وقيل: الجواب ( أوحينا ) والواو زائدة.