التفاسير

< >
عرض

يٰصَاحِبَيِ ٱلسِّجْنِ أَمَّآ أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا ٱلآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ ٱلطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ ٱلأَمْرُ ٱلَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ
٤١
-يوسف

محاسن التأويل

{ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً } أي: يخرج من السجن، ويعود إلى ما كان عليه من سقي سيده الخمر: { وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ } أي: فيقتل ويعلق على خشبة، فتأكل الطير من لحم رأسه { قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ } أي: قطع وتم ما تستفتيان فيه. يعني: مآله، وهو نجاة أحدهما، وهلاك الآخر. والتعبير عنه بـ ( الأمر )، وعن طلب تأويله بـ: ( الاستفتاء ) تهويلاً لأمره، وتفخيماً لشأنه؛ إذ الاستفتاء إنما يكون في النوازل المشكلة الحكم، المبهمة الجواب، وإيثار صيغة الاستقبال، مع سبق استفتائهما في ذلك؛ لما أنهما بصدده، إلى أن يقضي عليه السلام من الجواب وطره.