التفاسير

< >
عرض

وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَاباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُوْلَـٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ ٱلأَغْلاَلُ فِيۤ أَعْنَاقِهِمْ وَأُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدونَ
٥
-الرعد

محاسن التأويل

{ وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَاباً أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ } خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، أي: إن تعجب من شيء فقولهم عجيب حقيق بأن يقتصر عليه التعجب؛ لأن من شاهد ما عدد من الآيات العجيبة التي تدل على قدرة يصغر عندها كل عظيم؛ أيقن بأن من قدر على إنشائها ولم يعي بخلقها، كانت الإعادة أهون شيء عليه وأيسره، فكان إنكارهم أعجوبة من الأعاجيب. وجوز أن يكون خطاباً لكل من يصلح له، أي: إن تعجب، يا من نظر في هذه الآيات، وعلم قدرة من هذه أفعاله، فازدد تعجباً ممن ينكر مع هذا، قدرته على البعث، وهو أهون من هذه!.
قال أبو السعود: والأنسب بقوله:
{ { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَة } [الرعد: 6] هو الأول و ( عجب ) خبر قدم على المبتدأ للقصر، والتسجيل من أول الأمر بكون قولهم: ذاك أمرٌ عجيباً.
وقوله تعالى: { أُوْلَئِكَ } أي: المنكرون لقدرته على البعث: { الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ } أي: تمادوا في الكفر؛ فإن من أنكر قدرته تعالى فقد أنكره؛ لأن الإله لا يكون عاجزاً، وفيه تكذيب لخبره ولرسله عليهم السلام: { وَأُوْلَئِكَ الأَغْلاَلُ فِي أَعْنَاقِهِمْ } أي: السلاسل في أيمانهم مشدودة إلى أعناقهم يوم القيامة؛ لأنهم غلوا أفكارهم عن النظر في هذه الأمور، كما جعلوا خالقهم مغلول القدرة على ذلك وهو القادر الحكيم. { وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدونَ }.