التفاسير

< >
عرض

كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ ٱلْمُجْرِمِينَ
١٢
لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ ٱلأَوَّلِينَ
١٣
-الحجر

محاسن التأويل

{ كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ } أي: الذكر المنزل: { فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ } أي: الكافرين وقوله: { لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ } أي: بالذكر. حال من ضمير ( نسلكه ) أي: مكذَّباً مستهزأ به غير مقبول.
قال الزمخشري: كما لو أنزلت بلئيم حاجة فلم يجبك إليها فقلت: كذلك أنزلها باللئام. تعني مثل هذا الإنزال أنزلها بهم، مردودة غير مقضية. وقيل الجملة بيان لما قبلها. وجوز في ضمير ( نسلكه ) أن يعود إلى الاستهزاء والتكذيب المعلوم.
وقوله تعالى: { وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ } استئناف جيء به تكملة للتسلية، وتصريحاً بالوعيد والتهديد. أي: قد مضت السنة فيهم من هلاكهم، وزهوق باطلهم، ونصر الرسل وغلبة جنود المؤمنين عليهم واستعمارهم ديارهم، ثم بيَّن تعالى أنهم لا يتركون الاستهزاء بالرسل وإن أتتهم الآيات التي تشبه الملجئة لقوة عنادهم وبغيهم، بقوله تعالى:
{ وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ السَّمَاء فَظَلُّواْ فِيهِ ... }.