{ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ } أي: صار أو دام النهار كله: { مُسْوَدّاً } أي: متغيراً من الغم والحزن والغيظ والكراهية التي حصلت له عند هذه البشارة. وسواد الوجه وبياضه يعبر عن المساءة والمسرة، كناية أو مجازاً { وَهُوَ كَظِيمٌ } أي: مشتد الغيظ على امرأته؛ لأنه بزعمه، حصل له منها ما يوجب أشد الحياء، حتى أنه: { يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ } أي: يستخفي منهم: { مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ } أي: من أجله وخوف التعيير به. ثم يفكر فيما يصنع به، وهو قوله تعالى: { أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ } أي: محدثاً نفسه متفكراً في أن يتركه على هوانٍ وذلٍّ، لا يورِّثه ولا يعتني به، ويفضل ذكور ولده عليه: { أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ } أي: يخفيه ويدفنه فيه حياً: { أَلاَ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ } أي: حيث يجعلون الولد الذي هذا شأنه من الحقارة والهون عندهم، لله تعالى وتقدس، ويجعلون لأنفسهم من هو على عكس هذا الوصف.