{ تَاللّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ } أي: من الكفر والتكذيب والعناد: { فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ } أي: قرينهم، يُغويهم. أو المراد باليوم: يوم القيامة. والولي بمعنى الناصر. وجعله ناصراً فيه، مع أنهم لا ينصرون؛ مبالغة في نفيه وتهكم، على حدِّ ( عتابه السيف ): { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ } أي: فالقرآن هو الفرقان الفاصل بين الحق والباطل، وكل ما يتنازع فيه: { وَهُدًى } أي: للقلوب: { وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } ثم أشار إلى عظيم قدرته في آياته الكونية الدالة على وحدانيته، إثر قدرته في إحياء القلوب الميتة بالكفر، بما أنزله من وحيه وهداه ورحمته، بقوله:
{ وَاللّهُ أَنزَلَ مِنَ الْسَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ... }.