التفاسير

< >
عرض

وَقَضَيْنَآ إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي ٱلْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي ٱلأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً
٤
فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَآ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ ٱلدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً
٥
-الإسراء

محاسن التأويل

{ وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ } أي: كتاب اللوح المحفوظ، أي: حكمنا فيه: { لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ } يعني أرض فلسطين بيت المقدس التي بارك الله حولها. والإفساد بالكفر والمعاصي.
قال السمين: في تعدية ( قضينا ) بـ ( إلى ) تضمينه معنى أنفذنا. أي: أنفذنا إليهم بالقضاء المحتوم. ومتعلق القضاء محذوف. أي: بفسادهم. وقوله: { لَتُفْسِدُنَّْ } جواب قسم محذوف مؤكد لمعنى القضاء، أو جواب لقوله: { وَقَضَيْنَا } لأنه ضمن معنى القسم. ومنه قولهم: ( قضاء الله لأفعلن كذا ) فيُجْرُون القضاء والقدر مجرى القسم، فيتلقيان بما يتلقى به القسم. و ( مرتين ) أي: إفسادتين. منصوب على أنه مصدر ( لتفسدن ) من غير لفظه. وعدل عنه؛ لأن تثنية المصدر وجمعه ليس بمطرد { وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً } أي: ولتستكبرن وتتعظمُنَّ عن طاعة الله تعالى، أو لتظلمن الناس { فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا } أي: موعود أولى المرتين، أي: وما وعدوا به في المرة الأولى، يعني وعد المؤاخذة على أولى المفسدتين: { بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ } أي: ذوي قوة وبطش في الحرب، شديد: { فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ } ترددوا خلال أماكنكم ومحالكم للقتل والسبي والنهب: { وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً } أي: مَقْضِياً لا صارف له.