التفاسير

< >
عرض

فَلاَ تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً
٨٤
-مريم

محاسن التأويل

{ فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ } أي: بوقوع العذاب بهم لتطهر الأرض منهم. والفاء للإشعار بكون ما قبلها مظنة لوقوع المنهيّ عنه، محوجة إلى النهي. يقال: عجلت عليه بكذا إذا استعجلته منه. وقوله تعالى: { إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً } تعليل لموجب النهي، ببيان اقتراب هلاكهم. أي: إنما نؤخرهم لأجل معدود مضبوط، ونحوه قوله تعالى: { { وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ } [الأحقاف: 35].
قال الشهاب: العدّ كناية عن القلة. وقلته لتقضّيه وفنائه، كما قال المأمون ما كان ذا عدد، ليس له مدد، فما أسرع ما نفد ولا ينافي هذا ما مرَّ أنه يمد لمن كان في الضلالة. أي: يطوّل. لأنه بالنسبة لظاهر الحال عندهم. وهو قليل باعتبار عاقبته وعند الله. ولله در القائل:

إن الحبيبَ من الأحباب مختلَسُ لا يمنع الموتَ بوَّابٌ ولا حَرَسُ
وكيف يفرحُ بالدنيا ولذّتِهَا فتى يُعَدُّ عليه اللفظُ والنَّفَسُ