التفاسير

< >
عرض

وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَٰقَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِٱتِّخَاذِكُمُ ٱلْعِجْلَ فَتُوبُوۤاْ إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَٱقْتُلُوۤاْ أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ
٥٤
-البقرة

محاسن التأويل

{ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } هذه الآية بيان لكيفية وقوع العفو المذكور في الآية قبلُ، روى أن موسى عليه السلام لما رجع من الميقات، ورأى ما صنع قومه بعده من عُبَاْدَة العجل، غضب ورمى باللوحين من يده، فكسرهما في أسفل الجبل، ثم أحرق العجل الذي صنعوه، ثم قال: من كان من حزب الرب فليُقبل إليّ. فاجتمع إليه جميع بني لاوى، وقال لهم: هذا ما يقول الرب إله إسرائيل: ليتقلد كل رجل منكم سيفه. فجوزوا في وسط المحلة من باب وارجعوا، وليقتل الرجل منكم أخاه وصاحبه وقريبه. فصنع بنو لاوى كما أمرهم موسى، فقتلوا في ذلك اليوم من الشعب نحو ثلاثة وعشرين ألف رجل، وفي رواية نحو ثلاثة آلاف رجل، وفي غد ذلك اليوم كلم موسى الشعب، وقال لهم: أنتم قد أخطأتم خطيئة عظيمة، وإني الآن أصعد إلى الرب فأتضرع إليه من أجل خطيئتكم. فصعد موسى وتضرع للرب وسأل المغفرة لقومه.
و لاوي: ثالث مولود ليعقوب عليه السلام من أولاده الاثني عشر، معناه في العربية ملتصق أو متصل. والأحبار اللاويّون ينسبون إليه، وقد اختارهم تعالى من بني إسرائيل على لسان موسى عليه السلام للخدمة المقدسة، وجعلهم من المقربين لديه. وبما سقناه يعلم أن قوله تعالى: { فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ } أمر لمن لم يعبد العجل، أعني اللاويين، أن يقتلوا العَبَدَة. لا كما فهمه بعضهم من قتل بعضهم بعضاًَ مطلقاًَ.