التفاسير

< >
عرض

وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ
٨٨
-البقرة

محاسن التأويل

{ وَقَالُواْ } بيان لنوع آخر من مخازيهم. والقائلون المعاصرون للنبي عليه السلام: { قُلُوبُنَا غُلْفٌ } هذا كقوله تعالى: { { وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ } [فصلت: 5 ]، أي: هي مغشاة بأغطية مانعة من وصول أثر دعوتك إليها، فلا تفقهه: مستعار من الأغلف الذي لم يختن: { بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ } رد الله أن تكون قلوبهم كذلك لأنها متمكنة من قبول الحق، وإنما طردهم عن رحمته بسبب كفرهم وزيغهم، وهذا كما قال في سورة النساء: { { وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلاً } [النساء: 155]. وقوله: { فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ } " ما " مزيدة للمبالغة أي: فإيماناً قليلاً يؤمنون ؛ وهو إيمانهم ببعض الكتاب.