التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ جَآءَكُمْ مُّوسَىٰ بِٱلْبَيِّنَاتِ ثُمَّ ٱتَّخَذْتُمُ ٱلْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ
٩٢
-البقرة

محاسن التأويل

{ وَلَقَدْ جَاءكُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ } من الآيات كفلق البحر، وإنزال المن والسلوى، وغير ذلك من الدلائل القاطعات على أنه رسول الله، وأنه لا إله إلا الله: { ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ } معبوداً من دون الله: { مِن بَعْدِهِ } أي: من بعد ما ذهب موسى عنكم إلى الطور لمناجاة الله عز وجل، كما قال تعالى: { { وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ } [الأعراف: 148]. وقوله تعالى: { وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ } أي: بعبادته، واضعين لها في غير موضعها، أو بالإخلال بحقوق آيات الله تعالى، أو هو اعتراض ؛ أي: وأنتم قوم عادتكم الظلم.
ثم ذكر أمراً آخر هو أبين في عنادهم، وأنهم مع الهوى فقال:
{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُواْ ... }.