التفاسير

< >
عرض

فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِّنَ ٱلْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ
٧٨
وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَىٰ
٧٩
-طه

محاسن التأويل

{ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ } لأنه ندم على الإِذن بتسريحهم من مصر، وأنهم قهروه على قلتهم كما قال: { { إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ } [الشعراء: 54 - 55]، فتبعهم ومعه جنوده حتى لحقوهم، ونزلوا في الطريق الذي سلكوه. ففاجأهم الموج كما قال تعالى: { فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ } أي: علاهم منه وغمرهم، ما لا يحاط بهوله: { وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى } أي: أوردهم الهلاك، بعتوّه وعناده في الدنيا والآخرة. وما هداهم سبيل الرشاد.
ثم ذكر تعالى نعمه على بني إِسرائيل ومننه الكبرى، وما وصاهم من المحافظة على شكرها، وحذرهم من التعرض لغضبه بكفرها، بقوله سبحانه: { يَا بَنِي إِسْرائيلَ.... }.