{ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى } أي: الخصلة الحسنى، وهي السعادة أو التوفيق: { أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ } لأنهم في غرفات الجنان آمنون. إذ وقاهم ربهم عذاب السعير: { لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا } أي: صوتاً يحس به منها، لبعدهم عنها وعما يفزعهم: { وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ } أي: للحشر كما قال تعالى: { وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ } [النمل: 87]، { وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ } أي: تستقبلهم مهنئين لهم قائلين: { هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ } أي في الدنيا، وتبشرون بنيل المثوبة الحسنى فيه. وقوله تعالى: { يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ... }.