التفاسير

< >
عرض

خُلِقَ ٱلإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُوْرِيكُمْ آيَاتِي فَلاَ تَسْتَعْجِلُونِ
٣٧
-الأنبياء

محاسن التأويل

{ خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ } كقوله تعالى: { { وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولاً } [الإسراء: 11]، جعل لفرط استعجاله وقلة صبره كأنه مخلوق منه. كقولك: خلق زيد من الكرم , تنزيلاً لما طبع عليه من الأخلاق، منزلة ما طبع هو منه من الأركان، إيذاناً بغاية لزومه له، وعدم انفكاكه عنه فالآية استعارة مكنية، بتشبيه العجل لكونه مطبوعاً عليه، بمادته. ويجوز أن تكون تصريحية. والمراد بالإنسان الجنس. ومن عجلته مبادرته إلى الكفر واستعجال الوعيد: { سَأُرِيكُمْ آيَاتِي } أي: نقماتي في الدنيا كوقعة بدر. وفي الآخرة عذاب النار: { فَلا تَسْتَعْجِلُونِ } أي: بالإتيان بها.