{ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ } أي: خافت لتأثرهم عند ذكره مزيد تأثر: { وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا } أي: في ذبحها تضحية: { خَيْرٌ } من المنافع الدينية والدنيوية: { فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ } أي: قائمات قد صففن أيديهن وأرجلهن. وعن ابن عباس: قياماً على ثلاث قوائم، معقولة يدها اليسرة. يقول: بسم الله، والله أكبر، لا إله إلا الله: اللهم منك ولك. وفي الصحيحين عن ابن عمر؛ أنه أتى على رجل قد أناخ بدنة وهو ينحرها. فقال: ابعثها قياماً مقيدة سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم. وفي صحيح مسلم عن جابر في صفة حجة الوداع، قال فيه: فنحر رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ثلاثاً وستين بدنة. جعل يطعنها بحربة في يده: { فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا } أي: سقطت على الأرض، وهو كناية عن الموت: { فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ } أي: السائل: { وَالْمُعْتَرَّ } أي: المتعرض بغير سؤال. أو القانع الراضي بما عنده وبما يعطي من غير سؤال، والمعتر المتعرض بسؤال وقد استنبط أن الأضحية تجزأ ثلاثة أجزاء: فيأكل ثلثاً ويهدي ثلثاً ويتصدق بثلث.
{ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } أي: ذللناها لكم، لتشكروا إنعامنا، والشكر صرف العبد ما أنعم عليه، إلى ما خلق لأجله.