التفاسير

< >
عرض

وَٱللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَآبَّةٍ مِّن مَّآءٍ فَمِنْهُمْ مَّن يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنهُمْ مَّن يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَّن يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍ يَخْلُقُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
٤٥
لَّقَدْ أَنزَلْنَآ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَٱللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
٤٦
-النور

محاسن التأويل

{ وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ } كل حيوان يدب على الأرض من ماء، وهو جزء مادته. أو ماء مخصوص هو النطفة، فيكون تنزيلاً للغالب منزلة الكلّ لأن من الحيوانات ما لا يتولد من نطفة. وقيل: { مِنْ مَاءٍ } متعلق بدابة وليست صلة لخلق: { فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ } كالحيات [في المطبوع: الحياة]. وتسمية حركتها مشياً، مع كونها زحفاً، بطريق الاستعارة أو المشاكلة: { وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ } أي: مما ذكر وغيره، على من يشاء من الصور والأعضاء والهيئات والحركات: { إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ لقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } وهو صراط تلك الآيات، صراط الحق والهدى والنور. وهم المؤمنون الصادقون الذين استجابوا لله والرسول، وإذا دعوا إلى حكمها استكانوا.
ثم أشار إلى ما كانت يقع من المنافقين من أثر النفاق، تحذيراً من صنيعهم، بقوله تعالى: { وَيَقُولُونَ آمَنَّا ... }.